أكد المشاركون في "منتدى افريقيا للطاقة"، اليوم الخميس بدكار، أن المغرب نحج في ترسيخ نموذج يحتذى في افريقيا في مجال تطوير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية. وأبرز المتدخلون، خلال الدورة الثامنة للمنتدى، وهو الحدث الإقليمي لقطاع الكهرباء في شمال وغرب ووسط افريقيا الذي تحتضنه العاصمة السنغالية يومي 12 و13 يونيو الجاري تحت شعار "الحكامة العمومية والمتطلبات الطاقية"، أنه بفضل الإرادة السياسية المعبر عنها على أعلى مستوى في الدولة التي تعطي الأولوية للطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وكذا باتباع أفضل مقاربة للحكامة وتنفيذ القوانين المنظمة للقطاع، شيدت المملكة تجربة نموذجية بالنسبة للبلدان الأفريقية. وخلال تطرقهم للصعوبات التي تعرفها البلدان الافريقية من أجل تلبية الطلبات المتزايدة للسكان، اعتبر العديد من الخبراء أنه رغم إمكانياتها الهائلة، فإن القارة السمراء غير قادرة على تلبية احتياجات المواطنين من حيث الولوج إلى الكهرباء، حيث الحاجة إلى حكامة جيدة تشكل عاملا أساسيا للاستفادة من الموارد الطاقية. وتمت الإشارة إلى نيجيريا كمثال، مبرزين أن هذا البلد يتوفر على إمكانيات بيترولية هائلة، ومع ذلك، فإن الساكنة المحلية تعاني دائما من ضعف التزود بهذه الثروة. وأكدوا أن بلدان أفريقية أخرى غنية بالطاقات الأحفورية إلا أنها تعاني من مصاعب اقتصادية، مبرزين أن الوضع في المغرب مختلف باعتبار أن المملكة نجحت في التقليص من ارتباطها في المجال الطاقي، وذلك بفضل على الخصوص الحكامة الجيدة والاستراتيجية التي وضعت والتي تعتمد، من بين أمور أخرى، سعرا عادلا للطاقة، ومرافقة اجتماعية للفئات الهشة من أجل تحديد سعر مناسب لها. وأوضحوا أن الحكامة الجيدة أساسية من أجل تلبية احتياجات السكان في المجال الطاقي، مشيرين إلى أنه رغم الإمكانيات التي تتوفر عليها أفريقيا في مجالات الطاقات المتجددة، فإن تثمين الموارد المتوفرة على مستوى القارة مسألة ضرورية حيث يتطلب الأمر تمويلا كبيرا وبنيات تحتية هامة لتجسيد الأهداف المحددة. وأضافوا أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب على وجه التحديد مساهمة جميع الفاعلين المعنيين، مشيرين إلى حالة بعض البلدان الافريقية حيث لا تتجاوز نسبة الكهربة 15 إلى 20 في المائة. وشددوا على ضرورة ولوج جميع السكان إلى الكهرباء، داعين إلى العمل أكثر من أجل تعزيز المجتمعات الاقتصادية الإقليمية وضمان التكامل بين أنظمة الطاقة في أفريقيا. ويشارك نحو 200 من المهنيين في الصناعة الكهربائية، قادمين من أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا، في هذا المنتدى الذي تنظمه المجموعة المغربية "إ-كونفيرونس" بدعم من فيدرالية مقاولات الكهرباء في السنغال وغرفة التجارة والصناعة والفلاحة بدكار. وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى بحضور على الخصوص سفير المغرب في دكار السيد طالب برادة، وعدد من الدبلوماسيين المعتمدين في السنغال. ويتضمن برنامج هذا اللقاء على الخصوص مناقشة المواضيع المرتبطة بتطوير قطاع الكهرباء وقضايا التخطيط والحكامة الطاقية، وتمويل المشاريع، وإشكاليات تطوير القدرات الإنتاجية والتحديات المتعلقة بالنجاعة الطاقية. وتعد مجموعة "إ-كونفيرونس" هيئة متخصصة في تنظيم المؤتمرات واللقاءات الثنائية المتعلقة بمناطق شمال ووسط وغرب افريقيا بغية تعزيز شراكة جنوب-جنوب، وتشجيع الاستثمار والتنمية في القطاعات الاستراتيجية.