تشهد عدة مدن مغربية في الأونة الأخيرة حالة فوضى عارمة، تتمثل في احتلال الشوارع والأزقة من طرف الباعة المتجولين أو ما يعرف ب"الفرّاشة"، و الذين تضاعف عددهم بشكل غير مسبوق، إذ استغل البعض الظرفية الحالية المتسمة بتساهل السلطات، بشكل متجاوز للحدود، و حولوا شوارع وساحات المدن الكبرى إلى أسواق متنقلة، رغم أنف السكان، الذين يمنع عليهم المرور بدراجاتهم وسياراتهم. فشوارع مدينة الدارالبيضاء، مثلا، أصبحت عبارة عن تجمع يحيل على «جامع الفنا» من نوع خاص، أساسه الفوضى، ذلك أن بعض المناطق سدت طرقها نهائيا بواسطة العربات! هذا وقد لوحظ، مؤخرا، أن عمليات احتلال الأرصفة قد طالت حتى الفضاءات السياحية، كشارع لا كورنيش مارتيل بتطوان، الأمر الذي أثار تذمر العديد من المواطنين، الذين رأوا في الأمر تشويها لصورة هذا الفضاء وجماليته، والذي يعد قبلة للزوار، بمن فيهم السياح الأجانب! السلطات أصبحت ملزمة بتحمل مسؤوليتها بإخلاء هذه الشوارع وإبعاد الباعة إلى جنباتها و تنظيم حركة السير، إذ لا أحد يمانع في البحث عن مصدرللعيش والاسترزاق، لكن ليس بالفوضى و ايذاء الاخرين، فحتى الدين يأمر بإماطة الأذى عن الطريق وليس احتلالها ومنع المرور منها.