دوّت صرخة طفل مولود امتزج فيها الفرح بالحياة بشكوى المعاناة من داخل بناية إحدى المؤسسات الصحية الخاصة بمدينة أسفي، حيث أنجبت زوجة أحد العمال الفوسفاطيين، في غياب طاقم التوليد، طفلها ببهو الانتظار مستنجدة بإحدى المريضات التي تناست مرضها في لحظة إنسانية خفقت من هولها القلوب وسط ذهول الموظفين العاملين بالمصحة المذكورة. وكان "س.أ" العامل الفوسفاطي بمدينة اليوسفية، قد نقل زوجته يوم الإثنين 09 يونيو 2014 إلى مصحة متعددة الاختصاصات بأسفي لقرب موعد الوضع، ليتفاجأ بعد ذلك برفض مسؤولي المصحة استقبال زوجته إلا بدفع المستحقات المادية بشكل مسبق، بدعوى عدم وضوح بطاقته المهنية التي دأب العمال الفوسفاطيون على إيداعها بالمؤسسات الصحية في مثل هذه الحالات قصد تسهيل إجراءات عمليات التوليد وكذا إعطاء حيز زمني كاف لإعداد وثائق التحمل الطبي لدى شركة سهام للتأمين التي حصلت على صفقة تدبير معالجة أوراق العلاج وصرف التعويضات والتحمل الطبي لدى المؤسسات الصحية المتعاقدة مع المجمع الشريف للفوسفاط، ليضطر المعني بالأمر إلى دفع مبلغ مالي تفاديا لأي خطر قد يصيب الزوجة والطفل، لكن "دون جدوى ودون مراعاة الحالة الصحية والإنسانية لزوجتي، لنستسلم بعد ذلك إلى القدر مستنجدين بإحدى المريضات لمباشرة عملية التوليد" يعلّق الزوج. وعبّر والد الطفل، بانفعال باد على محياه، عن استنكاره الشديد لتجاهل المسؤولين عن المصحة الحالة الطارئة لزوجته بالرغم من أدائه المستحقات واتصاله بالمساعدة الاجتماعية بالمؤسسة الفوسفاطية التي حضرت إلى عين المكان وأكدت أهليته للحصول على التحمل الطبي. واسترسل المتحدث متشبثا بحقه في مقاضاة مسؤولي المصحة حتى يجعلها عبرة لمن سولت له نفسه الاستهتار بحياة الناس، يضيف المتحدث. من جانبه، أكد المنسق المحلي بين الإدارة الفوسفاطية وشركة سهام للتأمين، أن الاتصالات والتحريات جارية على قدم وساق للتأكد من الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة التبين من إخلال الشركة المتعاقد معها بالالتزامات.
يُشار إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط وقّع اتفاقية مع شركة سهام للتأمين التي حصلت بموجبها على تدبير الملفات الإدارية الصحية لحساب المجمع والتي أثارت ردود أفعال قوية لدى الشغيلة الفوسفاطية بسبب رداءة الجودة الخدماتية للشركة.