مرة أخرى تكسرالشغيلة الفوسفاطية اتفاق السلم الاجتماعي وتخرج، يوم الجمعة الماضي، بمعية المتقاعدين والأرامل في وقفة احتجاجية سلمية ومؤطرة من طرف النقابة الوطنية للفوسفاط مدعومة من طرف أحزاب وطنية وجمعيات حقوقية، ولأول مرة تخرج الأسرة الفوسفاطية لتثير انتباه الإدارة العامة إلى المشاكل الكثيرة والعراقيل التي أضحت تعيشها مع شركة التأمين التي أوكل إليها ملف التغطية الصحية، فبعد وفاة العامل حسن اخشان بسبب الإهمال الذي لقيه وعدم قبوله بمصحة زايد بالرباط، حيث لم تقدم له أية إسعافات وظل مرميا طيلة يوم كامل مما تسبب في تفاقم حالته الصحية ولم يتم إدخاله قاعة الإنعاش حتى قدمت زوجته شيكا ممضيا على بياض، رغم انه لازال عاملا نشيطا ورغم تدخل ممثلي العمال ومسؤولين كبار بإدارة الفوسفاط، ولتتكرر نفس المأساة مع العامل المسمى قيد حياته آجالي عياد رقم التأجير 49242 المصلحة 321، والذي رفضت إحدى المصحات بمكناس استقباله وتقديم الإسعافات لانقاد حياته إلى حين توصلها بشيك ممضى على بياض كضمانة، بدعوى عدم ثقتها في شركة التأمين، فقرر التوجه إلى المستشفى العمومي لإجراء العملية لكن حالته الصحية لم تتحمل هده المعاناة ولم تقو على الانتظار ليفارق الحياة. فوسط هذا التجاهل و اللامبالاة لحياة العامل والمتقاعد الفوسفاطي وأفراد أسرهم والذين كانت المصحات تتهافت من أجل التعامل معهم، وهذا راجع لمصداقية التغطية الصحية الفوسفاطية، ارتأت النقابات المعنية، الدخول في معارك مع إدارة الفوسفاط لمراجعة العقدة المبرمة مع شركة التأمين آو إلغائها والعودة إلى المصداقية لحماية الشغيلة الفوسفاطية النشيطة والمتقاعدين والأرامل، من عبث هده الشركة التي أجهزت على عدة مكتسبات حيت تعقدت مسطرة التحمل الطبي مع إجبارالمرضى على دفع شيكات كضمانة ودفع مبلغ مالي للأطباء خارج ملف التحمل أو ما يعرف بالنوار قبل إجراء العملية الجراحية، و حرمان أبناء الكفالة من التغطية الصحية. وعدد كبير من المصحات يرفضون التعامل مع شركة التأمين. وتجاوز أجال التسديد عبر الحساب البنكي لمدة 15 يوما كما اتفق عليه و الخطير في الأمر، أنه تم التقليص من نسب التعويض عن عدد من العلاجات (النظارات والتحاليل وطب الأسنان) والتدخل في الوصفات والعلاجات الطبية والتلاعب بأماكن و مواعيد الفحوصات المضادة، هذا إلى جانب اقتطاع 7 دراهم عن كل عملية تعويض لورقات الأداء. والاحتفاظ بالمرضى بالمصحات حتى توصلها بالتحمل الطبي، هذا إلى جانب العديد من المشاكل والعراقيل التي بدأ يتعرض لها المرضى الفوسفاطيون . وقد انتظرت الشغيلة الفوسفاطية بفارغ الصبر تاريخ 11 نونبر 2013 حيث دار اجتماع بين النقابات والإدارة على أساس معالجة المشاكل والاختلالات التي يعرفها ملف التغطية الضحية لكن دار لقمان بقيت على حالها لتقررالنقابة الديمقراطية للفوسفاطيين والجامعة الوطنية لقطاع الفوسفاط، إضرابا انداريا يوم الجمعة الماضي ليكون كبداية لمعارك نضالية ستخوضها النقابات مع الإدارة الفوسفاطية لحماية الشغيلة والمتقاعدين والأرامل والأيتام من بطشغول التامين الصحي.