استيقظ أهالي قرية سيدي أحمد التابعة ترابيا لإقليم اليوسفية زهاء الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم السبت 03 ماي 2014 على رائحة أبخرة تختلف عن رائحة احتراق الأزبال المنبعثة من مطرح النفايات "لغشيوة" القريب من بناية مقر جماعة الكنتور، ليتأكد السكان بعد ذلك أن الأمر يتعلق بحافلة التهمتها نيران ملتهبة بشكل كامل في ظروف تبدو غامضة وفق ما صرح به أحد أبناء القرية. وكان الحريق الذي شب في حافلة "جوهرة سيدي أحمد" لنقل المسافرين قد خلّف أضرارا مادية جسيمة اتضحت جليا من خلال حالة الحافلة بعد الحادث وكذا مشهد المواد الغذائية المبعثرة التي أتلفت بسبب تواجد الحافلة أمام مستودع للمواد الغذائية.
وفيما نفى سائق الحافلة معرفته بأسباب الحريق، أكّد شاهد عيان أن الحادث نتج عن تماس كهربائي طارئ بالمحرك أحدث شرارات تسببت في اندلاع الحريق، خصوصا -يضيف المتحدث- أن الحالة الميكانيكية للحافلة كانت غير جيدة بدليل عدم قيامها قبل يومين برحلتها المعتادة إلى مدينة البيضاء بسبب الأعطاب الميكانيكية، متسائلا في ذات الوقت عن ماذا كان سيحدث لو وُجد بها المسافرون أثناء اندلاع الحريق.
وغير بعيد عن مكان الحادث، بادرنا صاحب مستودع المواد الغذائية الذي أتلفت بضاعته، بقوله "الله لغادي يعوضنا" في إشارة إلى الخسائر التي لحقت مواد السكر والدقيق والنشويات. وشدّد التاجر على إغلاق أبواب محطة الحافلات التي ترابض أمامها الحافلة المحروقة، مستنكرا سياسة "صم الآذان" أمام مطالبة الساكنة بفتح أبواب المحطة واستكمال مشروع هذا المرفق العمومي.
يُشار إلى أن سكان قرية سيدي أحمد سبق أن نظموا وقفة احتجاجية عقب مقتل شابين لا يتجاوز عمرهما 15 و16 سنة في حادثة سير، مستنكرين بذلك الإهمال الذي يطال قرية الكنتور من طرف المجلس القروي وعمالة اليوسفية.