راسلت حركة بركات (كفى) المعارضة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (77 سنة) الثلاثاء رئيس المجلس الدستوري لمطالبته بإقرار عدم قدرة بوتفليقة الذي ادى اليمين الدستورية لولاية رابعة الاثنين، على اداء مهامه. ويأتي حث حركة بركات للمجلس الدستوري على إعلان عجز بوتفليقة، متزامنا مع اجماع الصحف الجزائرية على "فشله في امتحان أداء اليمين الدستورية لولاية رابعة".
وقالت القيادية في حركة بركات اميرة بوراوي "بعثنا الرسالة عبر البريد لعدم تمكننا من وضعها مباشرة في مقر المجلس الدستوري للمطالبة بتطبيق المادة 88 من الدستور".
وجاء في الرسالة "ان حركة بركات تراسلكم بصفتكم رئيسا للهيئة المخولة قانونا للسهر على تطبيق القوانين ومطابقتها مع احكام الدستور وتدعوكم الى تطبيق المادة 88 من الدستور".
وتنص هذه المادة على حالة اثبات عدم قدرة رئيس الجمهورية على ممارسة مهامه بسبب المرض "الخطير والمزمن".
واوضحت الرسالة ان طلبها مبرر ب"الوضعية التي شهدها الشعب الجزائري والعالم للرئيس أثناء أدائه اليمين الدستورية (الاثنين) حيث لم يتمكن من قراءة الخطاب كاملا (...) وهو الدليل القاطع ان الرئيس غير قادر على أداء مهامه".
وأدى بوتفليقة الاثنين اليمين مكررا القسم وراء رئيس المحكمة العليا سليمان بودي بصوت خافت لا يكاد يسمع وهو جالس على كرسي متحرك ويده اليمنى على القرآن الكريم. ثم قرأ خطابا مقتضبا مع صعوبة في النطق.
وتابعت الرسالة ان منصب رئيس الجمهورية يتطلب "القدرة الصحية (...) لمتابعة دقيقة لما تعيشه الجزائر من أوضاع واضطرابات داخلية وعلى الحدود".
والثلاثاء اجمعت الصحف الجزائرية على ان الرئيس بوتفليقة الذي ادى اليمين الدستورية لولاية رابعة، فشل في هذا الامتحان الاجباري، ما جعل التساؤل يطرح مجددا حول قدرته على القيام بمهامه.
وكتبت صحيفة الوطن في افتتاحيتها ان "بوتفليقة فشل في الامتحان الشفهي" مضيفة ان الرئيس "غير قادر على الحركة بسبب المرض واضطر لبذل مجهود كبير لاجتياز هذا الامتحان الكبير والمرهق".
وقبل عام اصيب بوتفليقة بجلطة دماغية اقعدته في مستشفى فال دو غراس العسكري بباريس قرابة ثلاثة اشهر.
واشارت الوطن الى ان "الجزائريين الذين تابعوا على شاشة التلفزيون تلك اللحظات الماساوية، تالموا من أجل الجزائر وهم يشاهدون صورا غير مطمئنة حول الحالة الصحية لبوتفليقة الذي سيحكم البلاد خلال الخمس سنوات المقبلة".
وافتتحت صحيفة الخبر صفحتها الاولى بعنوان كبير "خطاب لم يكتمل" لرئيس "تخطى امتحان قراءة 94 كلمة بصعوبة".
واضافت الصحيفة ان "المشهد انتهى بعجز 'صاحب العرس' عن قراءة خطاب قدمه موالون للرئيس للصحافة قبل انطلاق الحفل على انه الدليل بان بوتفليقة يحكم بعقله وليس برجليه، فكان الدليل القاطع على ان الرئيس غير قادر على اداء مهامه".
وتحدثت صحيفة "ليبرتي" عن "مراسم سريعة" مشيرة الى ان بوتفليقة "لم يقرأ سوى مقدمة خطابه (المتكون من 12 صفحة) وانه خلط بين 'الاستفتاء' و'الاقتراع'".
من جانبها اعتبرت صحيفة "لوكوتيديان دوران" ان حفل تادية اليمين "اعادنا مرة اخرى الى السؤال المقلق حول قدرة الرئيس على القيام فعلا بمهامه".
وكتبت الصحيفة "يمكن للنظام ان يطمئن بان كل شيء على ما يرام لكن النقاش الطبي (حول الوضع الصحي للرئيس) سيتستمر بتشعباته السياسية".
واعيد انتخاب عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة بنسبة 81% من الاصوات، في انتخابات 17 نيسان/ابريل التي اعتبرها معارضوه مزورة.