اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن محرقة اليهود هي أبشع جريمة عرفها التاريخ الحديث، معربا عن تعاطفه مع عائلات الضحايا والعديد من الأبرياء الآخرين الذين سقطوا على أيدي النازيين، وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن عباس أدلى بهذا التصريح خلال لقاء الحاخام الأميركي مارك شناير، وهو اعتراف نادر لزعيم عربي بمعاناة اليهود أثناء الحكم النازي. ودعا عباس العالم لأن يتجند بكل إمكاناته لمحاربة العنصرية والظلم وانعدام العدل في العالم لإنصاف المظلومين والمقهورين أينما كانوا، والشعب الفلسطيني الذي ما زال مظلوما ومقهورا ومحروما من الحرية والسلام هو أول من يطالب برفع الظلم والعنصرية عن أي شعب يتعرض لمثل هذه الجرائم. كما دعا عباس "بمناسبة ذكرى المحرقة الأليمة، الحكومة الإسرائيلية لانتهاز هذه الفرصة السانحة لصنع السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام"، حسب وكالة "وفا". بالمقابل اتهمت إسرائيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس السب بإطلاق "رصاصة الرحمة" على عملية السلام لأنه رفض الاعتراف بها دولة يهودية، واشترط وقفا كاملا للاستيطان والإفراج عن الأسرى لتمديد المفاوضات، بينما رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتصريحات عباس، بما في ذلك المتعلقة منها بالمصالحة الوطنية، ووصفتها بالإيجابية. وقالت الحكومة الإسرائيلية -في بيان تعليقا على الخطاب الذي ألقاه عباس في وقت سابق السبت أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية برام الله- إن "أبا مازن أعاد تكرار الشروط ذاتها مع معرفته بأن إسرائيل لن تقبلها". وأضاف البيان أنه بذلك "وجه رصاصة الرحمة إلى عملية السلام" المجمدة بسبب الخلافات القائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على جملة من القضايا بينها الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، والاستيطان، واستئناف المفاوضات. يشار إلى أن المفاوضات استؤنفت نهاية تموز/ يوليو الماضي بواشنطن، واتفق الطرفان حينها على التفاوض لمدة تسعة أشهر من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بنهاية نيسان/ أبريل الحالي، وهو ما لم يتحقق. واتهمت الحكومة الإسرائيلية في البيان ذاته الرئيس الفلسطيني بإقامة تحالف مع حركة حماس التي وصفها البيان بأنها "منظمة إرهابية دموية تدعو إلى تدمير إسرائيل". وكان البيان يشير إلى الاتفاق الذي أبرمته حركتا حماس وفتح الأربعاء الماضي في غزة والقاضي بتشكيل حكومة محايدة خلال خمسة أسابيع، وإجراء انتخابات عامة في ستة أشهر.