تظاهر نحو 1000 شخص الأحد وسط العاصمة الرباط، للتنديد بالسياسة الاقتصادية للحكومة التى يقودها الإسلاميون، وذلك بعد أسبوعين على مسيرة لثلاث اكبر نقابات فى المغرب، حملت المطالب نفسها. وأفاد مراسل فرانس برس أن نحو الف شخص شاركوا فى مسيرة حملت شعار "شغل وكرامةوعدالة أجرية وضريبية" تلبية لدعوة المنظمة الديموقراطية للشغل، حاملين أعلاما حمراء، وشعارات نددت بسياسات الحكومة التى يقودها الإسلاميون. وقال "على لطفي" الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل فى تصريح لفرانس برس مخاطبا حكومة عبد الإله ابن كيران "كفى من اتباع سياسة مملاة من المؤسسات المالية الدولية والتى تهدف الى تفقير الشعب المغربي.
والتزم المغرب أمام الهيئات الدولية وعلى رأسها البنك الدولي، بخفض عجو الموازنة الى 5,5% من الناتج المحلى الإجمالى مع نهاية 2013، مع مراجعة شاملة لنظام الدعم الذى يوفره صندوق المقاصة لبعض المواد مثل الحبوب والسكر والغاز.
ويعتبر إصلاح صندوق المقاصة (صندوق دعم المواد الأساسية)، على رأس أولويات الحكومة، حيث استنفذ حوالى 55 مليار درهم خلال 2012 لوحدها، أى ما يعادل 6,6 مليار دولار، أغلبها موجهة لدعم المحروقات.
واعتمدت الحكومة "نظام المقايسة" الذى يعمل حسب الحكومة "فى اتجاه الارتفاع والانخفاض المسجل فى أسعار المواد البترولية فى الأسواق العالمية، على أنه فى حالة الانخفاض سيستفيد المستهلك من الانخفاض مباشرة فى الأسعار المطبقة عند محطات الوقود.
وأضاف "لطفي" مخاطبا الحكومة "كفى من الزيادة فى أسعار المحروقات وما يترتب عنها من زيادة فى أسعار المواد الغذائية والخدمات الاجتماعية. كفى من تحميل المسؤولية للطبقة العاملة وأمة الفقراء فالمسؤولية تعود لكم ولفشل مقاربتكم الاقتصادية والاجتماعية، التى أدت الى اثقال بلادنا بالديون الخارجية.
وتأتى هذه المسيرة بعد اسبوعين فقط على تنظيم ثلاث نقابات من أصل خمس مركزيات نقابية الأكثر تمثيلية، لمسيرة فى الدارالبيضاء العاصمة الاقتصادية، شارك فيها ثمانية آلاف شخص على الأقل "من اجل الدفاع عن القدرة الشرائية والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
واضطر "ابن كيران "رئيس الحكومة المغربية الثلاثاء، بعد مسيرة الدارالبيضاء، إلى عقد لقاء مع الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والاتحاد الوطنى للشغل بالمغرب فى إطار جلسات الحوار الاجتماعي، لبحث المطالب العالقة.
ويقود حزب العدالة والتنمية الإسلامى لأول مرة فى تاريخه، تحالفا حكوميا غير متجانس منذ بداية 2012، بعد حراك شعبى مغربى فى سياق الربيع العربى انطلق بداية 2011، وأظهر آخر استطلاع للرأى أنه "رغم تآكل شعبية عبد الإله ابن كيران إلا أنه ما زال قادرا على الفوز بالانتخابات.