برحيل الفنان عبد العزيز الشامخ مساء أمس الجمعة بعد معاناة طويلة مع المرض ،تكون الساحة الفنية الوطنية، قد فقدت مبدعا رائدا بصم الأغنية الأمازيغية العصرية بأعمال خالدة. ويوصف الراحل ،الذي يعد من مؤسسي المجموعة الغنائية الأسطورة " إزنزرن" بأيقونة الأغنية الأمازيغية، بالنظر إلى مساهمته المهمة إلى جانب جيل من الرواد على مدى ما يزيد من نصف قرن من الزمن في النهوض بالغناء الامازيغي من خلال الاعتماد على المزاوجة بين كلمات الشعر الأمازيغي الأصيل والآلات الموسيقية العصرية . وبالرغم من أن رحيله يشكل خسارة كبرى بالنسبة للفن الغنائي المغربي وخاصة الأمازيغي ، إلا أن تراث عبد العزيز الشامخ سيظل نموذجا للأجيال الجديدة من الفنانين وللباحثين أيضا لإبراز الدور الذي قام به هذا الفنان في خدمة الثقافة الامازيغية في بعدها الفني. وتجدر الإشارة إلى أن الفنان الشامخ كان بدأ مشواره الفني سنة 1964 رفقة الفنان عبد الهادي إكوت في إطار مجموعة "تبغينوزت" ثم فرقة "لاقدام" بمدينة الدشيرة بأكادير ليتوجا مسارهما بعد ذلك بتأسيس المجموعة الغنائية الأسطورة "إزنزرن" التي قاربت في أغانيها قضايا ذات أبعاد انسانية وعاطفية واجتماعية . وتعد مجموعة "ازنزرن" من الفرق الأولى التي أبدعت الى جانب "اوسمان" في مجال الفن الامازيغي معتمدة في ذلك على الشعر الامازيغي القديم والاصيل وآلات "البانجو" و"الغيتارة" و"الرباب" و"لوتار" مما ساهم في إحداث "ثورة موسيقية" في مجال الغناء الامازيغي لحنا وإيقاعا . من جهة أخرى اضطلع الشامخ بدور طلائعي في إبراز تراث "الرايس" الحاج بلعيد حيث قام بتسجيل 43 قصيدة له مما ساهم في تشجيع الشباب على الاهتمام بتراث هذا "الرايس" الذي يعد بدوره أحد رواد الأغنية الامازيغية بسوس. وعلاوة على ذلك ،تميز الفنان الشامخ، الذي يشهد رفاقه وعشاقه بكفاءته وتواضعه ودماثة خلقه، بالتزامه وتعاطيه مع الفن الامازيغي بوجدانه وبقدراته الكاملة. وكان الراحل الشامخ قد صرح مؤخرا للبوابة الاخبارية "ماب أمازيغية" على هامش زيارة قام بها وفد تقدمه عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية السيد أحمد بوكوس للفنان بالمستشفى ، أن من بين اللحظات المؤثرة التي ترسخت في ذاكرته ، مشاركته في المسيرة الخضراء رفقة "ازنزرن" سنة 1975 . وذكر بأن الفرقة كانت أبدعت آنذاك أغنية حماسية تحمل اسم " أيت لاصل" تؤكد كلماتها ومضامينها عدالة ومشروعية ملف المغرب في استرجاع صحرائه التي تعد جزء لا يتجزأ من أرضه ،مشيرا إلى أن هذه الأغنية الوطنية انتشرت جنبا إلى جنب مع تلك التي أبدعتها فرقة "جيل جيلالة" تحت عنوان "العيون عينيا" .