أكد المشاركون في ندوة دولية حول موضوع "استقرار المنحدرات الصخرية "، اليوم الأربعاء بمراكش، أن المغرب راكم تجربة هامة في مجال استقرار المنحدرات الصخرية وتشييد المباني المرتكزة على الصخور. وأبرز المتدخلون في هذا اللقاء، الذي تنظمه الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب تحت رعاية وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك، أن الشركات والمهندسين والمختصين في قطاع البناء والأشغال العمومية المغاربة تمكنوا من ملاءمة التقنيات المستخدمة في هذا المجال والمطورة من قبل الدول الغربية، مع الخصوصيات الجغرافية للمملكة. وأضافوا أن التقنيات المستخدمة من قبل المغرب تعد مطابقة للمعايير الدولية ، مشيرين إلى أن المختصين المغاربة في هذا المجال استلهموا التكنولوجيات الغربية وقاموا بتطوير تقنيات مغربية خالصة وخاصة في ما يتعلق بتشييد حواجز على شكل أقواس لضمان عدم انجراف التربة كما هو الشأن بالنسبة للطريق السيار الرابط بين فاس وتازة وذلك من خلال استخدام أشكال هندسية مشابهة لتك المعتمدة في بناء المساجد والمساكن. كما أشار المتدخلون إلى أن هذه التقنيات تستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة وتتوافق مع جمالية المكان، مسجلين ، من جهة أخرى، أن خصائص بعض أنواع التربة بالمملكة وضمنها التربة الطينية، تطرح تحديات حقيقية فيما يتعلق بمواجهة ظاهرة التعرية وخاصة أثناء الفترات الماطرة. وأكد المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب السيد أنور بنعزوز، أن الشركة بذلت جهودا كبيرة لربط مناطق مختلفة بالمغرب بحوالي 1800 كيلومتر ضمنها 350 كيلومتر لازالت في طور الإنجاز. وأبرز أن انجاز بعض مقاطع طرق السيار بمناطق صعبة وتتسم بتضاريس وعرة طرح مشاكل جيو تقنية على المستوى الوطني، مما دفع إلى تطوير المعارف والتجربة المغربية في هذا المجال. وسجل السيد بنعزوز أن عدم استقرار المنحدرات الصخرية يعد إشكالية وخاصة فيما يتعلق بصيانة البنيات التحتية وتدبير المخاطر. من جانبه، أشار المدير العام للمختبر العمومي للتجارب والدراسات السيد محسن علوي محمدي ، إلى أن المغرب انخرط خلال العقود الأخيرة في توسيع وتأهيل بنياته التحتية من أجل مواكبة التنمية الاقتصادية. من جهته، أكد رئيس اللجنة المغربية لميكانيك التربة والهندسة الجيوتقنية ، السيد مصطفى السعداوي، على الأهمية التي يكتسيها موضوع هذه الندوة وذلك بالنظر لكون عدد كبير من بلدان المعمور تعتبر معنية بظاهرة استقرار المنحدرات الصخرية لارتباطها الوثيق بتطوير البنيات التحتية. من جهته، استعرض نائب رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش المكلف بالبحث العلمي والتعاون، السيد حميد أجنا، المنجزات المحققة في مجال البنيات التحتية بالمملكة ، مبرزا أهمية الشراكات بين القطاع الخاص والجامعات ومنها تلك التي تربط الجامعة بالشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب. وأضاف أن هذا النوع من التعاون، يعد نموذجا ناجحا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، يتيح للجامعات فرصة الانفتاح على محيطها الخارجي والمساهمة في تنمية وتقدم البلد. ويشارك في هذه الندوة ، الممتدة على مدى ثلاثة أيام، حوالي 350 مهندسا ومختصا في البناء والهندسة المدنية وأصحاب مشاريع ومتعاقدين ، بالإضافة إلى مكاتب استشارة في مجالات الطرق والانفاق والسكك الحديدية والمناجم وجامعيين من المغرب وفرنسا واسبانيا وسويسرا وايطاليا وبلجيكا والولايات المتحدةالامريكية وكندا والجزائر وتونس. وتعد هذه الندوة، المنظمة بتعاون مع اللجنة المغربية لميكانيك التربة والهندسة الجيوتقنية والمختبر العمومي للتجارب والدراسات والمدرسة الحسنية للأشغال العمومية وجامعتي القاضي عياض بمراكش وبلير باسكال بليرمون بفرنسا، فرصة لجرد ودراسة المباني المرتكزة على الصخور والمنحدرات الصخرية على المدى القصير والبعيد. كما يعد هذا اللقاء، المنظم أيضا بتعاون مع الرابطة الفرنسية للأبحاث في الانهيارات الأرضية، مناسبة للتحسيس بالتقنيات المستعملة لتعزيز استقرار المنحدرات الصخرية وطرح منهجية من أجل تدبير مخاطر عدم الاستقرار.