عندما تكون عطشا فإن طعم الماء الذي تشربه يكون شهيا ولذيذا، ومع أن الماء ليس له طعم أو لون أو رائحة، فإنك تشعر بلذة من الصعب وصفها. ولكن بعد الارتواء من الماء فأنت لن تعود تشعر بأنه لذيذ، وإذا شربت المزيد فقد تشعر بانزعاج شديد وكأن الماء أصبح سما زعافا.
ولكن لماذا؟
وللإجابة عن هذا السؤال، قام علماء من أستراليا بدراسة النشاط الدماغي أثناء شرب الماء، ولاحظوا أنه في البداية عندما يكون الشرب بدافع العطش فإن النشاط الدماغي يكون في منطقة مسؤولة عن اتخاذ القرارات العاطفية، أما عندما تستمر بالشرب بعد الارتواء فإن النشاط الدماغي ينتقل إلى مناطق أخرى مسؤولة عن الحركة وإجبار الجسم على شرب الماء مع أن الدماغ يطلب منه العكس.
يقوم الدماغ بإخبار الجسم متى يشرب ومتى عليه التوقف، إذ إن شرب الشخص كميات كبيرة من الماء يؤدي إلى انخفاض مستوى الصوديوم في الدم بشكل كبير، كما قد يقود إلى أذمة دماغية، أي تجمع السوائل في المخ.
في دراسته التي نشرت نتائجها في دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، قام عالم الأعصاب باسكال سكر -من جامعة ملبورن في أستراليا- وزملاؤه بإجراء تجربة على مجموعة من عشرين رجلا وامرأة، إذ جعلوهم يتمرنون على الدراجة الثابتة لمدة ساعة، ثم درسوا أدمغتهم وطريقة تفاعلها مع شرب الماء باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي.