سلسلة الفضائح المتعلقة بملف احتضان قطر لمونديال 2022 لازالت تلاحق "دويلة الشيخ موزة وتميم"، فبعد أن أثار ملف الظروف المزرية التي يعيشها الاشخاص العاملون في تشييد الملاعب والمنشآت االرياضية بقطر، يعود هذا الملف ليطغى على أجندة الفيفا خلال انعقاد لجنتها التنفيذية يومي ثالث ورابع أبريل القادم بمدينة زيوريخ السويسرية، وذلك للوقوف على الوعود التي قدمتها الدولة الخليجية بعد ملاحظات الفيفا بخصوص وضعية العمال الاجانب. المطالب التي رددها مسؤولون داخل أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم لسحب تنظيم بطولة كأس العالم 2022 من دولة قطر، بعد تفجير صحيفة " الديلي تلغراف" لفضيحة الرشاوى التي قدمتها قطر لشراء الأصوات الداعمة لها، والمخاوف التي أثيرت حول قدرة "دويلة موزة وتميم" على تنظيم هذا الحدث، من قبيل عزوف الجماهير عن متابعة أطوار المسابقة بفعل حرارة الصيف المفرطة التي تشهدها المنطقة، والتهديد بشن هجمات إرهابية من طرف جهات متطرفة معادية لقطر، كلها عوامل لم تثن هذه الدولة عن التمادي في أخطاءها، ولعل أخر فصول هذه الفضائح الشكاية التي تقدم بها اتحاد النقابات الدولي إلى الرأي العام الدولي والتي يفضح من خلالها تغاضي السلطات القطرية حول ظروف العمل المزرية واللإنسانية التي يعمل في ظلها العمال الأجانب بقطر. وأشارت تقارير الى أن الظروف المزرية التي يشتغل فيها العمال الأجانب بقطر والذين يصل عددهم إلى قرابة المليون شخص غالبيتهم من دول شرق أسيا أدت الى وفاة العديد منهم بفعل طول ساعات العمل، والحرارة المفرطة التي تشهدها المنطقة، حيث تم خلال شهر يوليوز الماضي تسجيل وفاة 32 عاملا. وكان أعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم قد عبروا عن استنكارهم لهذه الاخطاء الفادحة التي ترتكبها دولة تدعي الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان بالقول بأنه "يجب على الفيفا ألا يسمح بإقامة المونديال على نظام قائم على العبودية الحديثة".