قال المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بمدينة بني ملال السيد مصطفى بعريز إن جهة تادلة أزيلال تعتبر منطقة نموذجية لتنفيذ برنامج تنمية تربية الأحياء المائية القروية. وأضاف السيد بعريز في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا البرنامج الذي أعدته المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، بتعاون مع وكالة التعاون الدولي الألماني، في إطار مشروع "التكيف مع التغيرات المناخية وتثمين التنوع البيولوجي"، يرمي إلى إعداد مخطط جهوي للتهيئة والتدبير المستدام لتربية الأحياء المائية القروية بمنطقة تادلة أزيلال، وتنفيذ مشاريع نموذجية تبين جدوى استعمال مختلف تقنيات تربية الأحياء المائية القروية والتي يمكن إنجازها بالمنطقة كتربية الأحياء المائية المندمجة وتربية الأحياء المائية داخل الأقفاص وتربية الأحياء المائية متعددة الأنواع. وأكد أن النتائج المتوقعة من هذا البرنامج المسطر على مدى ثلاث سنوات، تكمن في تطوير تربية الأحياء المائية بطريقة مربحة ومستدامة، حيث ستمكن هذه المنتوجات المحلية من تزويد السكان ببروتينات حيوانية ذات جودة عالية وبأسعار معقولة، من جهة، وخلق فرص العمل في المناطق القروية من جهة أخرى لفائدة المقاولين الشباب والجمعيات والتعاونيات المحلية، سواء كانوا منتجين في مجال صغار الأسماك أو مربين للأسماك أو مصنعين للأعلاف أو بائعين للأسماك. وأضاف أن الأسماك المستزرعة تضطلع بدور هام في محاربة ظاهرة تخاصب المياه بقنوات الري والسدود، مبرزا أن إنعاش قطاع تربية الأحياء المائية وتكوين وتأطير القطاع الخاص الذي يعد من بين التوجهات الاستراتيجية للمندوبية السامية، مكن من خلق وحدات لتربية الأحياء المائية بشكل يجعل القطاع الخاص يساهم في التدبير الفعال والمستدام للموارد السمكية، وبالتالي المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي بالعالم القروي على الخصوص. وأشار إلى أن محطة تربية أسماك النيل بجهة تادلة أزيلال تنتج أسماكا للاستهلاك عالية الجودة (البلطي النيلي الأحمر، والبلطي النيلي الأزرق)، فضلا عن أسماك (الشبوط العاشب، والشبوط الصيني الفضي) التي تتغذى على الطحالب المجهرية التي تنمو بشكل كثيف بقنوات الري والسدود نتيجة توافر المواد المغذية ( أملاح معدنية ) وأشعة الحرارة التي تسبب تخاصب المياه، مضيفا أن المحطة تتوفر حاليا على 20 حوضا بسعة 7000 متر مكعب للحوض، ومختبر متخصص في إنتاج زريعة الأسماك بطرق اصطناعية. وأضاف أن المندوبية قامت، في إطار إستراتيجية تطوير قطاع تربية الأحياء المائية بالمياه البرية، بعدة مشاريع لإنجاز وتهيئة عدة محطات لتوليد وتفريخ الأسماك منها، على الخصوص، محطة تربية الأسماك بمنطقة الدروة بإقليم بني ملال التي تعتبر نواة وطنية لإنتاج صغار الأسماك بالمياه الدافئة (الشبوط الصيني، الفرخ الأسود والفرخ)، إلى جانب الدور الهام الذي تضطلع به في التأطير التقني للقطاع الخاص وتطوير البحوث التطبيقية في مجال تربية الأحياء المائية.