اعتادت الشعوب البدائية تسمية أيامهم المشهودة بربطها بالنكسات، فنحن المغاربة مثلا، كنا نؤرخ ميلاد أبنائنا بعام الجوع و عام الفوضى أو السيبة و عام القمل وعام الوطن ....ولكل تسمية سياقها الخاص فقد يكون العام سعيدا كعام الوطن، أو سيئا كعام الجوع. و بما أننا في إضرابنا البطولي الذي امتد لأيام طوال وانتهى بتنسيقية الماستر في أحضان الحلوطي، سنضطر الى تسمية إضرابنا بإضراب التحلاط، لأنه ابتدأ ملتزما بقضية من قضايا الشغيلة التعليمية، وهي قضية الترقي بالشهادة دون قيد او شرط و انتهي بالرغيب و المزاوكة على أبواب النقابة التي اتهمت بنسف الإضراب و إنجاح المباراة التي كانت إلى عهد قريب تسمى بمباراة العار. و قد تفتقت عبقرية الكثير من الأساتذة و نشطت قدراتهم الشعرية و البلاغية ليصفوا من جاؤوا بالاتفاق مع نقابة الحزب الحاكم بالأبطال و الحكماء و المناضلين الأشاوس، بل إن البعض صدح بحنجرته المكلومة وقال لأشاوش الشين: أنقذونا..... ليجدوا ذراع الجامعة الوطنية لموظفي التعليم مفتوحة، فيتم توقيع محضر يطالب بالترقية واحتشم الكاتب أن يضيف دون قيد أو شرط لينسجم مع مطلب القواعد التي تطالب بمباراة شكلية و وقف كل تعسف قد يطال المضربين. وقد علل الأشاوش استغناءهم عن الجامعة الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد المغربي للشغل الجناح الديمقراطي بكون التنسيقية مستقلة رغم أن الجامعة تبنت الملف من يومه الأول حتى تعليق الإضراب، و تم التنكر للمنظمة الديمقراطية للشغل و النقابة المستقلة للتعليم و دعمهم اللامشروط لملفنا العادل و المشروع. وتم نسيان كل ما كان يكال لنقابة اليتيم من شتم و سب، فأصبحت إحدى نقابات الذل و العار على حد تعبير أشاوشنا في خطاباتهم الحماسية منقذنا من الهلاك و حاضنة للملف. ذكرني هذا الموقف المخزي و المضحك بجائزة نوبل للسلام التي منحت مناصفة للراحل عرفات و مجرم اسرائلي لا اذكر اسمه تم قتله لاحقا. فاعتبر الأول خائنا و الثاني بطلا، لأنه روض أبا عمار و جره للمصافحة الشهيرة تحت رعاية الأمريكان. ورغم أن المقارنة غير جائزة بين مناضل كعرفات و رفيقه المجرم، فان ما يجمعهما بالاشاوش هو ما تخوف منه ناجي العالي أن تتحول الخيانة إلى وجهة نظر. لقد تنكرنا لمطلبنا و تنكرنا للزملاء في تنسيقية الأساتذة المجازين المقصيين من الترقية الذين لا يزالون صامدين في الميدان بل إن احدهم قال لي بالحرف: إننا قادرون على توقيع اتفاق أفضل مع الوزارة وليس الحلوطي. و اللي بغا السعايا يقصد الخيام الكبار، و بما أننا أساتذة ولا نتجول أو نتسول. فان مظلوميتنا ظاهرة للكل، و بادية للعيان و لا نطلب إلا الحق. إن العار هو أن تستغلوا نضالنا لأزيد من مئة يوم لتطعنونا من الخلف..... علق الاشاوش الإضراب و تركوا الرفاق في الرباط دون وخز للضمير ، حملوا الشارات تضامنا مع المجازين المطعونين، و وضعوا إعلانات للتسول عبر حساب بنكي غير معروف، فالتباكي في الفايسبوك أصبح آخر موضة للنضال و جمع الأموال دون سند أخلاقي أو قانوني، و قد سبق لأحدهم أن تورط في اختلالات مالية متعلقة بالتنسيقية ليترك شيكه في يدي صاحبي الإعلان: اشاوش التسول النقابي و المالي. رحم الله النضال، و أطال عمر الحكماء و المتسولين و محترفي الزيجات المكذوبة بين النضال و الانتهازية