بعد عزوف الأساتذة حاملي الشواهد العليا عن اجتياز المباراة التي نظمتها وزارة التربية الوطنية شهر فبراير المنصرم محاولة بذلك تشتتيت صفوف الأساتذة المعتصمين بالرباط زهاء ما يزيد عن مئة يوم تقريبا، وحيث نددت العديد من المنابر الإعلامية والحقوقية والنقابية بحجم الخروقات التنظيمية والقانونية التي شابت إجراءات هذه المباراة الفاشلة بامتياز و التي تعبر عن حجم كارثة المنظومة التعليمية بالمغرب التي صنفت أخيرا من بين أسوء المنظومات التعليمية بالعالم . قررت التنسيقية الوطنية لحاملي شهادة الماستر لموظفي وزارة التربية الوطنية والتي تضم حوالي 2600 أستاذ وأستاذة تعليق إضرابها مؤقتا لمدة أسبوع ببيان أسمته "بيان التعليق" تحت شعار "من أجل مصلحة التلميذ" تدعوا فيه جميع الأساتذة المعنيين بملف الترقية إلى العودة إلى مقرات عملهم والعمل بارتداء شارات حمراء فاقع لونها لعل هذا اللون الفاتح يثير انتباه أعين وزارتهم الوصية بعد صمم أذانها من الشعارات التي كانت ترفع صباح مساء أمام مقرها الرئيسي بشارع "باب الرواح" بمدينة الرباط من أجل المطالبة بحقوقهم العادلة في الترقي بالشهادة وتغيير الإطار دون قيد أوشرط أسوة بالأفواج التي سبقتهم تفعيلا لمقتضيات دستور 2011 المتمثلة في المساواة وتكافؤ الفرص. وتتخذ التنسيقية الوطنية هذ الخطوة ببصيرة من أمرها وانطلاقا من واقع حرصها على مصلحة التلميذ، وفي نفس الوقت تحمل وزارة التربية الوطنية أولا وأخير مسؤولية كل تبعات ما أصاب الحصص الدراسية من هدر وضياع وما أصاب الأساتذة من تعسفات إدارية وقضائية مجحفة قد تنبئ بحدوث كارثة لا يحمد عقباها. وفي نفس السياق استحسن العديد من الأساتذة عبر ربوع الوطن هذه المبادرة التي تعبر عن حسن نوايا المتضررين وانخرطوا جميعا في هذا الشكل النضالي لمرتدين الشارات الحمراء تضامنا مع مطالب زملائهم العادلة والمشروعة،مجسدين بذلك لحمة ووحدة أسرة التعليم ضد الحيف والإقصاء الممنهج ضد فئة من الموظفين بعينها . كما تعتزم التنسيقية الوطنية لحاملي الماستر لموظفي وزارة التربية الوطنية الأسبوع القادم مواصلة دربها النضالي والإعتصام مجددا بساحة الرباط وخوض أشكال نضالية غير مسبوقة إذا لم يكن هناك تسوية عادلة لملفها أثناء الحوار المرتقب الذي سيجمع وزارة التربية الوطنية مع النقابات الخمس الأكثر تمثيلية يوم غد الخميس 6 فبراير بخصوص بعض الملفات القطاعية العالقة من بينها ملف الترقي بالشواهد الجامعية.