توطئة: المزوق من برا أش خبارك من الداخل ؟ لا ريب أننا نعيش اليوم وضعا ملوثا، لغويا وثقافيا مصابا بالعقم، فن وضيع و إعلام زفت و أشباه المثقفين يغزون البلاد طولا و عرضا ، بندوات و لقاءات ، هنا و هناك في أفخم الفنادق . وا خيبتهههههههههه .. وا أسفتاه.. لقد كثرت في ديارنا من بني جلدتنا جوقة الأستذة و الدكترة ، بفضل الإعلام المصاب بالبرص و منطق المحسوبية و الزبونية . الفاشلون صاروا نجوم تحوم حولهم كمشة من الفاشلين، بينما قاعدتهم الشعبية هي صفر على أصفار. اللهم لا شماتة ... ها أنا أتكلم عن بطل مغربي محمد مجاهد ، عالمي همشوه في وطنه ، كرموه في بلاد ايطاليا و يعيش على أرضها. معززا مكرما لم يبدل جنسيته، و ظل يرفع علم وطنه في لقاءاته الرياضية الدولية في فنون الدفاع عن النفس.. فنان مغربي بوجمعة الناصري، عاش في الإمارات عقدين أعطى كل ما في جعبته ، ودرس الموسيقى في أشهر مدارس النغمة، في دولة الشيخ زايد ال نهيان. فقط نموذجين من مدينة مراكش ، أما باقي المدن فلكل الشباب أقول لهم : التفتوا إلى مدنكم و قراكم و دونوا عن خيرة الناس من دياركم. سبب هذه الكلمات الخارجة من قلي كسهم ناري، هو لقائي مع احد أعضاء مجموعة الأرصاد الفرقة الغنائية الأكثر شعبية بالمغرب، بعد أسطورة ناس الغيوان. التي تعاني الضيق في إخراج البوم جديد. الفرقة التي نالت إعجاب الشعب المغربي، بكل أطيافه لأنها فرقة تحترم الفن، و عمرها فاق عشرين عاما و لازالت على الساحة بينما المجموعات التي تصول و تجول اليوم لا يمر على تأسيسها سوى عام بالكاد، و تنتهي و لم يعد يسمع أي احد عنها. لان الفن الأصيل يعيش و لا يموت ، و العفن يقذف به في سلة المهملات . هذا النوع من العبث و السخرية التي صارت مداد لقلمي، لم اخترها بل هي التي اختارتني ، لأني اسأل الخير لأهل وطني , وطني هذا الذي قدمت له الكثير و مازلت، ولم يقدم لي سوى الرماد.. و المسامير و قطع الخشب .. سأظل عل هذا المنوال الفوضوي من الكتابة من صنف العبث و السخرية ألاذعة ، و إن أصبت بعطب فانا أسد جريح لكنه يظل يزأر بقوة رغم جرحه الغائر. فانا لست محتاجا لدعم احد، يكفيني قلمي فهو رشاش ،و لا ارغب في مساندة احد و لا مجالة أي مخلوق ، و لا استجدي القارئ حتى يتابع ما أدونه، لأنني أدون لنفسي حتى ارضي ضميري. أنا في غنى عن أي تشجيع من القارئ و لا ارغب في قراء ، لأنني غير مقبل على الحياة... و حفاظا على عيونكم و أحاسيسكم من الاكتئاب فالمرجو عدم الإدمان على متابعة ما ينفثه هذا القلم الفوضوي العبثي ... هؤلاء هم املي في الحياة أدون للعاطل و السجين و المهمش، في المدن و القرى و المنسيون على سفوح الجبال . اكره المثقفين أو من يسمون أنفسهم نخبة على وزن تخمة من كثرة الامتيازات ، لان هؤلاء لا أمل من وجودهم بالمجتمع، و لا دور لهم ماداموا بعيدون بعد السماء عن الأرض، عن هموم البسطاء والفقراء و المعوزين و الأطفال المتخلى عنهم، و المشردون و المعاقون و الباعة المتجولون و حملة الحقائب بمحطات المسافرين ....الخ . من يملك القلم و لا يوظفه لأجل البشر من صنف المهمشين أو السجناء و حقهم في قضاء عقوبتهم تحت مظلة الكرامة , فهؤلاء مكانهم تحت محراب المنبوذين .. من لا يوظف قلمه لتوعية الناس من السموم الفكرية القادمة من الغرب , أو السموم على شكل موبقات و ومخدرات , فهؤلاء النماذج البشرية ، لا تصلح أن تنال أي صفة سوى واحدة , غير مرغوب فيه . قشيوشات عاشور لهم أقول: الجويجة حفات و لحجل كثر من يصفني بالشعبوي فقد كرمني المهبول دون أن يدري ، و جعل النياشين تهتز على صدري النحيل و بدني الرخو. لان المنحوس اقر دون أن يعلم أنني ابن الشعب منه و إليه ترفرف روحي بوجودي بينه، من فرحه فرحت و من حزنه حزنت. هذه الشريحة العريضة في بلاد لا ديمقراطية لا حقوق ، فقط الفساد و المحسوبية في كل القطاعات دون استثناء . الرشوة نهب ثروات الشعب الميت ، هذه الشريحة التي تئن و تم تخديرها بفعل الزيادة في القوت من طرف حكومة الموظفين الإسلاميين، بربطات عنق جميلة، و بدلات فتانة و أحذية من جلد التمساح، و عطور فياحة. في حين هناك الحيتان تنهب خيرات الوطن حتى صارت مثل الدببة تتدلى. و ها هو مجلس الحسابات لا يحرك ساكنا فقط تقارير مضحكة، لدر الرماد على العيون المصابة بالعمش ، و تخص تلك التقارير الكحيانة ، فقط بعض المنتخبين. أما ينهبون الثروات في أعماق المحيط الأطلسي ،، الداخلة ،، أنموذجا بالجنوب و مقالع الرمال و أصحاب رخص الصيد و التصدير و المهربون للعملة الصعبة إلى الخارج ، فهؤلاء خط احمر أمام ،، با درسان من بعد يبان ،، السي إدريس جطو، و كولها خاد جطو فهاد لبلاد و الشعب يمشي ينتحر .... أعود إلى صلب الموضوع بلى أنا فوضوي لكنني جريء شجاع باسل لا أخشى لومت لائم ،و لا أمل و لي أمل في شباب هذا الوطن ....مجرد حلم ليس إلا .... نعم.. أنا مهمش شأني شان من سبق ذكرهم سلفا ،و هذا ما يدفعني إلى أن اكتب عن المهشين من بين جلدتي . فلماذا الخوف مادام المنطق يقول: إننا ميتون و هذا قدرنا لا محالة ؟. لقد ولدت لأجل الفقراء البسطاء و سأموت من اجلهم , لا حاجة لي جاه و لا لمال ، يكفيني احترام الدراويش. كل يوم يمر إلا و تأتيني اتصالات مكثفة يسال المتصلون النشر لعرض قضيته على الرأي العام .... آخرهم هذا اليوم فاتح مارس ، سيدة من مدينة الجديدة، حالها زاد من قلقلي على هذا الوطن إننا ذاهبون إلى الهاوية يا جماعة ، المغرب في خطر جم يا شباب ، فالإصلاح هو الحل . يا الاهي .. يا ربي يا رب العالمين .... أي حياة هذه؟ حكومة معطوبة أحزاب همها مصالحها، مستثمرون يفكرون في المال و الأعمال و استغلال اليد العالمة بأرخص الأثمان. فقراء و أغنياء في تزايد , و لا احد فكر من المتحزبين في طرح مشروع قانون ،، من أين لك هذا ؟،، لان الأمر يحتاج إلى شجعان و هذه الفصيلة البشرية منعدمة في ديارنا... إن كان إسلامكم صريح و واضح بخصوص التكافل و التعاون ، ترى هل ما تدينون به هو الإسلام أم دين آخر؟. أكرر و لا بأس في التكرار ، أيها القارئ إن كنت ترغب أن يركبك الهم و الغم ، و الألم في الرأس ، فنصيحتي لك أن لا تتابع كتاباتي ، لأنك ستصاب باكتئاب نفسي شديد . لن اقل أدبي على بعض الأقلام المأجورة التي تهاجمني فقط لأنني تفوقت في نشر غسيل الفساد لكن اعد هؤلاء و هم معروفون أنني سأنشر فضائحهم . لي عشق واحد في الحياة ، الكتابة فقط حتى أصبت بتيفويد المكتبات ...و للحديث بقي إن بقي في العمر بقية ، و للدراويش اكرر لازمتي يا أحبائي : إنني أحبكم وأكتب لكم و أعيش من أجلكم .. أقدركم أحييكم و السلام عليكم .