دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب إلى المساعدة في «إعادة الأمور إلى الاطار القانوني في أوكرانيا»، فيما طمأنت أوروبا موسكو إلى «اهتمامها بعلاقة متينة بين أوكرانياوروسيا». وانطلقت في أوكرانيا بورصة الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أيار (مايو) المقبل. وأعلن زعيم حزب «اودار» (الضربة) الملاكم السابق فيتالي كليتشكو انه سيخوض السباق، ما اثار تكهنات حول اتفاقه مع رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموتشينكو التي أفرج عنها بعد إطاحة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش السبت الماضي على دعمه، في مقابل تعيين قوى أحد رموز حزبها «الوطن» رئيساً للوزراء بصلاحيات واسعة بموجب الدستور الجديد. ودخل محافظ خاركوف ميخائيل دوبكين على خط السباق الرئاسي، مؤكداً وجود دعم قوي لترشحه في الأقاليم الشرقية. إلى ذلك، طالب البرلمان الأوكراني المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بملاحقة الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفتيش وجميع المذنبين في جريمة قتل أكثر من مئة متظاهر وجرح حوالى ألفين في كييف الأسبوع الماضي، فيما ركع أفراد من شرطة مكافحة الشغب الأوكرانية السيئة السمعة والمعروفة باسم «بيركوت» للاعتذار للشعب عن أعمال ضرب محتجين وقتلهم. وكثفت موسكووبروكسيل تحركاتهما لتهدئة الوضع في أوكرانيا، ومحاولة الاتفاق على سيناريو لمستقبل البلاد. ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «الشركاء الدوليين إلى التأثير على القوى السياسية في أوكرانيا لتهدئة الوضع»، منتقداً «محاولات فرض خيارات على الأوكرانيين بصيغة إما معنا أو ضدنا. ونحن معنيون بأن تكون أوكرانيا جزءاً من العائلة الأوروبية». وأبدى الوزير الروسي في مؤتمر صحافي عقده مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان آسيلبورن «قلق موسكو العميق من التطورات غير البناءة في أوكرانيا»، محذراً من «محاولات تحقيق مكاسب أحادية عبر استغلال الوضع الحالي». واعتبر أن المرحلة تتطلب «إجراء حوار وطني وإعادة الوضع إلى الأطر القانونية»، منتقداً عدم التزام البرلمان الأوكراني تطبيق اتفاق إنهاء الأزمة الذي وقعته المعارضة مع الرئيس المعزول يانوكوفيتش، واتخاذه قرارات «مسيئة» بينها إلغاء قانون سابق جعل اللغة الروسية رسمية في نصف مقاطعات البلاد. وأعلنت موسكو أنها ستسلم الأوروبيين شريط فيديو يثبت تورط المعارضة الأوكرانية في أعمال عنف واسعة شهدتها البلاد. وأفادت وكالة «فيتش» للتصنيف المالي بأن «أزمة أوكرانيا قد تؤثر على مصارف روسية بينها «فنيشيكونوم بنك» و «غازبروم بنك» و «في تي بي» التي تبلغ إجمالي قروضها في أوكرانيا 28 بليون دولار». في المقابل، وجهت وزير خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون من كييف رسالة تطمين إلى موسكو، إذ شددت بعد لقائها تيموتشينكو والقائم بأعمال الرئيس ألكسندر تورتشينوف على «أهمية الحفاظ على سلامة أوكرانيا ووحدة أراضيها». وأفادت وكالة «تاس» للأنباء الروسية بأن «موضوع منح مساعدات مالية لأوكرانيا، ومسألة توقيع اتفاق شراكة تجارية معها ستكون على أجندة قمة الاتحاد المقررة الشهر المقبل»، علماً بأن وزراء الدفاع للدول ال28 الأعضاء في الحلف الأطلسي سيلتقون وفداً أوكرانياً في بروكسيل غداً لبحث الوضع في أوكرانيا، والمساعدة التي قد يقدمها الحلفاء لإصلاح قواتها المسلحة. في روسيا، استبعد نائب رئيس البرلمان فلاديمير فاسيلييف تكرار سيناريو أوكرانيا في بلاده، واعتبر ذلك «أمراً مستحيلاً». وقال: «شهدت أوكرانيا نشاطاً لمتطرفين خلقوا جواً من الرعب عبر إشعال الحرائق وضرب أشخاص وقتلهم للوصول إلى السلطة». وزاد أن «رئيس أوكرانيا لم يؤد واجبه، بينما لدينا في روسيا رئيس ومجتمع مختلفان، وقوى سياسية ناشطة».