وقع الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفينش ومسؤولو المعارضة ، اليوم الجمعة ، اتفاقا لاخراج اوكرانيا من ازمتها، بحضور وسطاء اوروبيين. وينص هذا الاتفاق على تقديم تنازلات كبيرة للمعارضة بينها انتخابات رئاسية مبكرة وتشكيل حكومة ائتلافية واجراء تعديلات دستورية. كما يأتي الاتفاق اثر اعمال عنف اسفرت عن سقوط حوالى 80 قتيلا منذ يوم الثلاثاء في كييف. وجرى التوقيع على الاتفاق في القاعة الزرقاء في القصر الرئاسي بحضور مبعوثين اوروبيين. ووقع عليه الرئيس يانوكوفيتش وثلاثة من كبار زعماء المعارضة من بينهم النائب والمصارع السابق فيتالي كلتشكو. الا ان ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعمد عدم حضور مراسم التوقيع، وجرى رفع اسمه عن الطاولة التي تجمع حولها القادة للتوقيع. ويلبي الاتفاق المطالب التي حددتها المعارضة في بداية الاحتجاجات وهي اعادة صلاحيات سياسية الى البرلمان كما كان الوضع قبل تولي يانوكوفيتش الرئاسة في 2010 وقاد الدولة البالغ سكانها 46 مليونا باتجاه روسيا بدلا من الغرب. كما يقضي الاتفاق بتشكيل حكومة مع المعارضة تتمتع بسلطة الغاء القرار الذي اتخذه يانوكوفيتش في نوفمبر للتخلي عن الاتفاق التاريخي الذي كان يضع اوكرانيا على طريق الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والذي يعتبره الاوكرانيون خلاصا لهم من قرون من الهيمنة الروسية. وتوجه ثلاثة وزراء خارجية من الاتحاد الاوروبي ومبعوث روسي الى كييف لاجراء محادثات طارئة أول أمس الخميس وسط تزايد القلق بشان الازمة التي حولت اوكرانيا الى ساحة حرب بين موسكو والغرب. واجرى وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبولونيا محادثات منفصلة مع قادة المعارضة في محاولة لاقناعهم بالتوقيع على الاتفاق. وعقب التوقيع على الاتفاق صوت البرلمان الاوكراني اليوم لصالح العودة للعمل بدستور 2004 الذي يحد من سلطات الرئيس ويمنح البرلمان الحق في تعيين وزراء رئيسيين في الحكومة. وصوت البرلمان المؤلف من 450 مقعدا على هذا التغيير الدستوري باغلبية 386 صوتا.