نظمت اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، مساء اليوم الخميس بالرباط، حفلا للإعلان عن الفائزين في عدد المباريات المهنية والإبداعية والفنية في مجال الوقاية والسلامة الطرقية، وذلك في إطار تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية، الذي يحتفي به المغرب في 18 فبراير من كل سنة. وقد تم خلال هذا الحفل، الذي تميز على الخصوص بحضور وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، السيد عزيز رباح، والوزير المنتدب المكلف بالنقل، السيد محمد نجيب بوليف، تقديم أهم الجوائز التي تم التباري بشأنها. ويتعلق الأمر بالمسابقة الوطنية الكبرى لانتقاء أحسن سائق مهني، بهدف تحفيز السائقين بشروط السلامة الطرقية وترسيخ القيم النبيلة للسياقة الاحترافية. وقد شملت الفئات المستهدفة سائقي شاحنات النقل وسائقي حافلات نقل المسافرين وسائقي سيارات الأجرة. وأبرز المنظمون أن هذه المسابقة تهدف أيضا إلى وضع السائق المهني في قلب استراتيجية اللجنة في مجال السلامة الطرقية وخلق مناخ التنافسية الشريفة بين هؤلاء السائقين المحترفين. كما تم تتويج الفائزين في أحسن مقاولة ملتزمة بمبادئ السلامة الطرقية، وذلك بهدف إشاعة قيم احترام قانون السير وترسيخ ثقافة الوقاية والسلامة الطرقية في الأوساط المهنية، وتحفيز المقاولات في القطاعين العام والخاص وتشجيعها على إدماج مجال السلامة في مخططاتها الاستراتيجية وبرامج عملها. وقد تم انتقاء المقاولات الفائزة بناء على نوعية نشاطها، حيث فازت كل من الشركة المغربية للنقل (ستيام)، (عن المقاولات العاملة في مجال نقل الأشخاص) وشركة "لاسامير" (عن صنف المقاولات العاملة في مجال نقل المواد الخطيرة)، وشركة "لايديك" (صنف المقاولات التي تنشط في أنشطة اقتصادية أخرى). وأكد المنظمون أن اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير ستعمل على مواكبة المقاولات الفائزة في وضع وتنفيذ برنامج سنوي خاص بالسلامة الطرقية لمدة سنة واحدة بشكل مجاني، من خلال تقديم استشارات تقنية وتوعية وتحسيس المستخدمين وتنظيم دورات حول التربية الطرقية. كما تميز الحفل بإعلان الفائزين في مباريات أخرى، منها على الخصوص المسابقة الوطنية لانتقاء أحسن ملصق في مجال الوقاية والسلامة الطرقية، التي تروم تمكين الأطفال (خاصة تلاميذ الابتدائي والاعدادي والثانوي) والراشدين، من وسائل التعبير الفني وتثمين مجهوداتهم بمنحهم جوائز تهدف إلى ترسيخ ثقافة حقيقية للتربية الطرقية. وفي نفس الإطار، تم تتويج الفائزين في المسابقة الوطنية لانتقاء أحسن مشاريع للمؤسسات التعليمية الابتدائية المتعلقة بالسلامة الطرقية، الرامية إلى إشراك المؤسسات الابتدائية العمومية والخصوصية في الجهود المبذولة لمحاربة ظاهرة حوادث السير وتوعية الأطفال بخطورة الظاهرة. وقد حصلت المؤسسات التعليمية العشر الأولى، التي فازت مشاريعها، (من أصل 45 مؤسسة تعليمية) على عدة جوائز، على أن تتكفل اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير بتقديم دعم مادي للمشاريع الفائزة. كما قدمت بالمناسبة جوائز المسابقة الوطنية الكبرى لانتقاء أحسن الاختراعات والابتكارات في مجال السلامة الطرقية بشراكة مع الجمعية المغربية للبحث والاختراع، والتي تروم إشراك المخترعين في تطوير السلامة الطرقية وإدخال الاختراعات ضمن الأدوات الخلاقة الهادفة إلى تحسين شروط السلامة الطرقية، وكذا جوائز مسابقة أحسن عملين مسرحيين في مجال الوقاية والسلامة الطرقية. وكان السيد بوليف قد أكد خلال هذا الحفل أن السلامة الطرقية " ينبغي أن تصبح مسألة وطنية ينخرط فيها الجميع "، بما فيهم المهنيون والقطاعات الوزارية المعنية والقطاع الخاص، فضلا عن الفنانين وعموم المواطنين. وأبرز الوزير أنه بفضل الاستراتيجية التي اعتمدتها اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، انخفض عدد القتلى في سنة 2013 بنحو 300 قتيل، موضحا أن حوادث السير " ليست قدرا محتوما " بل هي مرتبطة بشكل أساسي بسلوك السائقين، على اعتبار أن 80 في المائة من نسبة حوادث السير المسجلة في المغرب ترجع لأسباب بشرية.