أكد خبراء دوليون ، اليوم السبت بالرباط خلال ندوة دولية حول مشروع قانون المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي ومشروع القانون الإطار المتعلق بالشباب ، أن التجربة المغربية في التعاطي مع قضايا ومشاكل الشباب تعتبر " استثنائية ومتميزة ". واعتبروا خلال هذه الندوة المنظمة من قبل وزارة الشباب والرياضة، أن النقاش حول قضايا الشباب ومشاكلهم وتطلعاتهم بالمغرب ، خاصة بعد إقرار دستور جديد سنة 2011 ، يكتسي أهمية بالغة ، لكونه يؤسس لدينامية ستتوج بإخراج هيئة وقانون يتعلقان حصريا بالشباب ، وهو ما يشكل خطوة هامة لا مثيل لها بعدد كبير من الدول . وفي هذا الصدد أبرزت الخبيرة الفرنسية في القانون الدستوري الأستاذة آن لفاد ، أن ما يؤسس له المغرب في التعاطي مع قضايا الشباب وتطلعاتهم " استثنائي " لكونه سيحدث هيئة مستقلة تختص بالشباب وتضمن مشاركتهم الفعلية في بلورة السياسات العمومية ، فضلا عن إخراج قانون إطار يتعلق بالشباب . وشددت على أن التنصيص في الأرضية الأولية الخاصة بمشروع قانون المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي ، على ضرورة تمكين المجلس من كل الوسائل التي تجعله قوة اقتراحية ، يمنح للشباب فضاء للدفاع عن حقوقهم وتطلعاتهم وللمساهمة في وضع السياسات المتعلقة بهذه الشريحة من المجتمع . وفي معرض تعليقها على الخلاصات الأولية لعمل اللجنة الاستشارية المكلفة بإعداد مشروع أرضية قانون المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي وقانون الشباب ، والتي قدمت بالمناسبة ، أوضحت بشكل خاص أن المغرب يعتبر خزانا لطاقات وخبرات ، وهو ما يضمن تمثيلية على قدر كبير من الأهمية داخل المجلس ، لكنها شددت على ضرورة اختيار طاقات لها القدرة على المساهمة والمشاركة في صياغة السياسات المتعلقة بالشباب . وفي الاتجاه ذاته قال ممثل مجلس أوروبا السيد روي غوميز إن الدستور المغربي أفرد مكانة متميزة للشباب في مقتضياته ، بيد أن الاستشارات والنقاشات الموسعة حول مشروع قانون المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي ومشروع القانون الإطار المتعلق بالشباب ، والتي شملت جمعيات وهيئات ومؤسسات وخبراء مغاربة وأجانب ، حولت التجربة المغربية في هذا المجال إلى نموذج يحتذى بالنسبة لبلدان أخرى . وتابع أن ضمان نجاح هذه التجربة يمر ، فضلا عن جانب الاستقلالية ، عبر تمثيل أكبر عدد من الشباب ، وقال إن إحداث مجالس خاصة بالشباب مهم لكن الأهم من ذلك هو طريقة اشتغالها . وكانت السيدة نادية البرنوصي رئيسة اللجنة الاستشارية المكلفة بإعداد مشروع أرضية قانون المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي وقانون الشباب ، قد أبرزت أن اللجنة قامت باستشارات ونقاشات وتلقت مذكرات واقتراحات ، كما عقدت جلسات إنصات وذلك بغرض تجميع أكبر قد من الأفكار والتصورات ، والتي صاغتها في قالب تركيبي عبارة عن أرضية أولية . وبالمناسبة قدم أعضاء باللجنة خلاصات أولية لما تمخضت عنه هذه الاستشارت والنقاشات المتعلقة بالمشروعين ، والتي ركزت في جانب منها على مبدأي الاستقلالية والمناصفة في عمل المجلس ، مع ضمان مشاركة فعلية للشباب في التنمية الشاملة ، وتمكينهم من كل الوسائل التي تسمح بتفجير طاقاتهم .