اعتمدت مؤخرا وزارة التربية و التعليم منظومة معلوماتية و كأن جميع مشاكل التعليم قد حلت و لم يتبقى إلا مواكبة الثورة المعلوماتية في الوقت الذي ما تزال فيه المؤسسات التعليمية تفتقر لأبسط شروط و مقومات البنية التحتية. منظومة مسار جاءت مباشرة بعد فشل المخطط الإستعجالي و عملية الإدماج في محاولة تمويهية و إقبار تساؤلات العامة حول أسباب فشل المخطط و مصير الميزانية التي رصدت لهذا المشروع !! منظومة مسار تأتي في الوقت الذي ما تزال فيه النوافذ ترقع بالبلاستيك و غلق الأبواب بالأوراق و أقسام خالية من الستائر و شبه انعدام المصابيح فيها و تأتي في الوقت الذي تغمر فيه الساحات بالمياه بمجرد هطول مليمترات قليلة من الأمطار و تأتي في الوقت الذي ينعدم فيه الأمن و الأمان بمحيط و داخل المؤسسات التعليمية.. طبعا لا يمكن إنكار وجود عناصر مخربة و لكن ما ذنب الآخرين !! منظومة مسار تأتي في الوقت الذي ما تزال فيه الوزارة تعتمد على المناهج التعليمة بنظام فرنسي و بمحتوى ضخم مما يجعل الأستاذ مضطرا للإسراع في شروحاته بغية إنهاء المقرر في الوقت المناسب . لا أدري فعلا ما سبب تعجيل الوزارة بإسقاط هذه المنظومة على أرض الواقع في الوقت الذي ما تزال فيه البنية التقنية جد مهترئة و تفتقر لأبسط الشروط لإنجاح "مسار". كيف للأطر التربوية أن تواكب هذه المنظومة و بعضهم لا يعرف حتى كيف يشغل الحاسوب ؟ كيف للوزارة أن تعمل على جمع معطيات كافة تلاميذ على سيرفر وحيد لا يقوى على تحمل ضغط حتى بضعة آلاف الزوار ؟ كيف للوزارة أن تصد عمليات الاختراق لهذه المنظومة في الوقت الذي تعرض فيه موقع الرسمي للوزارة عمليات اختراق متكررة خلال السنوات الفارطة، و ماذا إن نجح المهاجمون في اقتحام سيرفر الوزارة و تسريب البيانات سواء الإدارية الخاصة بالأطر التربوية أو الخاصة بالتلاميذ ! و ما الحل في حالة تعرض المنظومة لخلل ألزمها التوقف اضطراريا لعدة أيام فهل هذا يعني توقف كل الخدمات من تحيين و طلب الوثائق إلى حين استئناف عملها ؟ و كيف للمنظومة أن تكون شاملة لكل المغرب في الوقت الذي تفتقر فيه المؤسسات بالمناطق النائية حتى على الكهرباء ؟
رغم أن منظومة مسار تحمل عدة إيجابيات و مرونة في التعامل و تسهيل الخدمات إلا أن زمن تفعيلها لم يحن بعد و بالتالي ضياع ميزانية في مخطط نهايته فاشلة في ظل عدم وجود الإمكانيات التقنية لنجاحه !