انعقد، اليوم الخميس بالرباط، الجمع السنوي للنواب الجهويين والإقليميين والمكلفين بالمكاتب المحلية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. ويرمي هذا الجمع السنوي إلى تقييم حصاد عمل المندوبية السامية طيلة السنة الماضية على صعيد المصالح المركزية والخارجية، كما يشكل فرصة لاستشراف آفاق جهودها المستقبلية من أجل تحسين تدبير هذه الإدارة وتجويد خدماتها المقدمة لفائدة أسرة المقاومة وجيش التحرير، وفتح الحوار في كل القضايا التي تتعلق بتدبير الشأن العام لهذه الفئة. كما يتم بالمناسبة تنظيم ورشات عمل تتعلق بتدبير الشأن الاجتماعي والصحي لهذه الفئة، وورش الذاكرة التاريخية الوطنية. ودعا المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة، إلى التركيز على خدمة الذاكرة التاريخية للمغرب، مضيفا أن هذا المجال يستدعي المزيد من التفكير لوضعه على السكة الصحيحة. وأوضح السيد الكثيري أن الذاكرة التاريخية، بأبعادها ومقاصدها، تستهدف بالأساس فئات الشباب والناشئة والأجيال الجديدة التي دعاها إلى استيعاب دروس وعبر المقاومة والتحرير واستلهام القيم والمثل العليا والتمسك بالثقافة الوطنية والمواطنة الإيجابية. وذكر أن الذاكرة التاريخية من بين المهام الكبرى التي يتمحور حولها عمل المندوبية، مضيفا أن هذا الورش يشكل "حجر الزاوية وقطب الرحى" الذي يتركز حوله عملها في الحاضر والمستقبل بكل ما تتضمنه من جوانب تتعلق بتنمية المعرفة التاريخية وتوسيعها من خلال الكتابات والإصدارات والمؤلفات والعمل الموسوعي والتوثيق ومعالجة الوثائق التاريخية. وقال إنه يتعين إبراز أمجاد المناسبات والذكريات الوطنية والحفاظ عليها بحكم تضمنها للعديد من الدروس الذي تستوجب التوقف عندها، مضيفا أن المندوبية تعتزم لعب دور القاطرة تجاه باقي المؤسسات والمنظمات والمجتمع المدني من أجل إعطاء الاحتفال بهذه المناسبات المكانة اللائقة بها. وأضاف أن "الفضاءات التربوية والتثقيفية والمتحفية للمقاومة وجيش التحرير"، الذي ستبلغ إلى 60 فضاء عند متم العام الجاري منتشرة بمختلف جهات المملكة، تشهد حركية ونشاطا فكريا وثقافيا وتربويا يرمي إلى توصيل رسائل ودروس تنبني على المعرفة التاريخية بشأن المقاومة والتحرير. وأكد على ضرورة أن لا يقتصر عمل هذه المراكز على المناسبات فقط، مقترحا أن تبرمج أنشطة مكثفة من خلال المحاضرات والعروض والندوات والأنشطة الفنية والرياضية والتوعية وإطلاق أسماء المقاومين على الشوارع والساحات العمومية. وقال إن العمل على مستوى الذاكرة التاريخية ورش يحضر بقوة في صميم مهام المندوبية التي ستركز على العمل، فضلا عن مهامها الاخرى، بهذا المجال الواسع والحقل الكبير. وأضاف أن المندوبية تضطلع بالعديد من المهام الأخرى بالأساس تدبير الشأن الاجتماعي والصحي والإنساني للمنتمين إلى المقاومة وجيش التحرير، والرعاية الصحية التي باتت تتحدد في منظومة التغطية الصحية (التغطية الأساسية والنظام التكميلي)، مبرزا أن المندوبية تحرص على تحسين خدماتها وتبسيط الإجراءات المتعلقة بالولوج إليها. وأبرز السيد الكثيري الأدوار الأخرى التي تضطلع بها المندوبية وفي مقدمتها تيسير إدماج فروع أعضاء المقاومة في النسيج الإنتاجي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي لتحفيزهم على الانخراط في ورش التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي واعتماد المبادرة الحرة.