أكد رئيس مجلس الشيوخ البولوني السيد بوغدان بوروسيفيتيش أن المغرب يعتبر بلدا مستقرا في منطقة تعج بالعديد من التوترات والاضطرابات. وخلال استقباله اليوم الخميس بمقر مجلس الشيوخ البولوني لوفد من مجلس المستشارين برئاسة السيد محمد الشيخ بيد الله رئيس المجلس، الذي يزور حاليا بولونيا، نوه السيد بوروسيفيتيش بالمجهودات التي يبذلها المغرب الذي اختار طريق الديمقراطية من أجل القيام بإصلاحات شجاعة تجمع بين الحداثة والتشبث بالأصالة. وأضاف انه يتابع عن قرب ما يحدث بالمغرب الذي قال إنه نهج خيارا ديمقراطيا واضحا تمثل في القيام بالإصلاحات السياسية الملائمة. من جهته أبرز السيد بيد الله أن المغرب، بفضل الاصلاحات السياسية التي تم تفعيلها من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس والتي حظيت بدعم من الطبقة السياسية، اختار نهج الانتقال السلس بعيدا عن التوترات والاضطرابات التي شهدتها عدد من دول المنطقة. وذكر أن المغرب وبفضل تاريخه، تمكن على الدوام، من تجاوز اللحظات العصيبة، مشيرا إلى انخراط المغرب الراسخ في طريق الديمقراطية التي باتت تشكل خيارا استراتيجيا لا رجعة عنه. واستعرض رئيس مجلس المستشارين في هذا الصدد سلسلة من الاصلاحات التي انخرط فيها المغرب في عدد من المجالات وخاصة في مجال العدالة وحقوق الإنسان واحترام الحريات وتعزيز المساواة بين الرجل والمرأة ومحاربة الرشوة. كما استعرض سياسة المغرب في مجال الهجرة التي أعلن عنها جلالة الملك والرامية إلى تسوية وضعية نحو 25 ألف من المهاجرين الموجودين في وضعية غير قانونية، موضحا أن اللجنة التي أحدثت لهذا الغرض، تمكنت حتى الآن من تسوية وضعية 500 مهاجر من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء ومن دول عربية والذين حصلوا بفضل هذه العملية على بطاقات الاقامة. كما تطرق السيد بيد الله لموضوع مكافحة الارهاب والتحديات التي تفرضها هذه الآفة على بلدان المنطقة وعلى الدول الاوربية على حد السواء، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الارهاب أصبح اليوم يمتد من الصومال حتى الاطلسي مرورا بموريتانيا ومالي وجنوبالجزائر ونيجيريا. وذكر بأن المغرب، بحكم انتمائه الافريقي، شارك في العملية الانسانية بمالي من خلال إقامة مستشفى ميداني متعدد الاختصاصات، كما أرسل مؤخرا تجريدة عسكرية إلى جمهورية إفريقيا الوسطى في إطار مهمة إحلال السلام التابعة للأمم المتحدة بهذا البلد ، لافتا إلى أن هذه المبادرة كانت محط تقدير وإشادة من قبل الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وبخصوص قضية الصحراء، استعرض رئيس مجلس المستشارين تاريخ هذا النزاع المفتعل مبرزا بالخصوص أن أية دولة لم تنشأ بهذه المنطقة وأن الأمر يتعلق بمواطنين مغاربة يتقاسمون مع باقي المواطنين الثقافة واللغة ذاتها. وندد في هذا الصدد بالحصار الذي تفرضه جبهة البوليساريو والجزائر على ساكنة مخيمات تندوف، مؤكدا أن هذه الساكنة لا تتوفر على حرية التنقل وتحتاج لإذن جزائري لهذا الغرض. أما على الصعيد الاقتصادي، فقد استعرض السيد بيد الله المؤهلات والفرص التي يوفرها المغرب على الرغم من الازمة الاقتصادية على الصعيد الدولي والتي بدأت منذ العام 2008 ، ودعا للعمل على تعزيز وتقوية الشراكة بين البلدين وخاصة في القطاعات الواعدة مثل ترحيل الخدمات (الافشورينغ) وصناعة الطيران والصناعات الالكترونية والطاقات المتجددة والسياحة. وكان الوفد البرلماني المغربي قد حضر حفل افتتاح الدورة ال 47 للولاية التشريعية الثامنة لمجلس الشيوخ البولوني والذي يضم 100 نائب من ضمنهم 62 نائبا ينتمون للحزب الحاكم