أصبح من المستحيل على بعض شباب الحركة الرجوع لنقطة الصفر بعدما تيقنوا بأن الإصلاحات الدستورية الحالية جذرية وأن مطالبهم تم تحقيقها فعليا بحيث لم تعد حبرا على ورق إثر آنغماس هؤلاء في موجة الإصلاح وبالخصوص اختلاط الحابل بالنابل ومن ثم تحول هده الموجة إلى تيارات سياسية وليدة الظرفية كل على حسب مصالحه ، والبعض من هده الحركة فضل الإنسحاب من اللعبة بصمت مما خلق انشقاقات وازنة داخلها إثر وعيهم بالدوامة التي أصبحوا داخلها وهو ما تعدر على البعض الأخر إدراكه إن لم نقل إغفاله. بدأت هده الحركة مشوارها الإصلاحي بضجة إعلامية صاحبت مختلف مراحل تشكيلها وبالخصوص برنامجها العفوي المتعلق بإصلاحات عامة وتغيير الدستور غير أن التيارات المعارضة داخل المشهد السياسي المغربي اقتنصت الفرصة لتصبح أحد الأقطاب الرئيسية للحركة من خلال التسيير والتمويل ، ويتعلق الأمر هنا بجماعة العدل والإحسان والنهج الديمقراطي والسلفيين وغيرا من الأحزاب السياسية الأخري التي انسحبت تلقائيا بعد خطاب 9 مارس الي وفي بكل تطلعاتهم ومطالب أخري تم تحقيقها لم تكن في الحسبان حيث ظلت الجماعات السابقة الذكر ترأس حركة 20 فبراير حسب أجندتها المسطرة وفق برنامج محدد من كل جماعة على حسب مصالحهم . طرق تمويل حركة 20 فبراير تتعلق بمدي تحقيق أهداف الجهات الممولة التي لا تظهر في الصورة شكليا حيث أن هده الأخيرة تراقب عن كثب سيرورة الأمور في المغرب وتظهر بشكل ضمني في قرارات الحركة المتعلقة بتنظيم المظاهرات الغير مرخص لها قانونيا وهنا تطرح علامة استفهام في الجهة الممولة حيث أن أحد أعضاء الحركة وجه سؤالا مباشرا في اجتماع عام حول جمعية ريزاك الممول الرسمي لهم والأهداف المسطرة من قبل هده الجمعية ولاقي تجاوبا كبيرا من قبل البعض الدين استفسروا بأنفسهم عن ماهية هده الجمعية الداعمة لهم واعترض البعض الأخر عن هدا السؤال لأن ما يهمهم هو الوصول لهدفهم الرئيس ناهيك عن الممول عملا بالمثل °الغاية تبرر الوسيلة° حتي وإن كانت تلك الغاية تمس النظام العام ونتج عن هدا انسحاب بعض الأعضاء من حركة 20 فبراير خصوصا وأن جمعية ريزاك تمول من البوليزاريو وهدفها زعزعة استقرار المغرب وإظهاره أمام الرأي العام بصورة الجبار والمتمرد وكدا الحصول على اعتراف دولي بانفصال الصحراء المغربية أبا عن جد عن بلدها الأم وهو المغرب ولن أطيل في هده النقطة باعتبار أن تصريحات الشعب المغربي خلال مقابلة الشقيقين المغرب والجزائر أقروا علنيا بأنهم لن يتنازلوا عن شبر من الصحراء المغربية . كيف لنا أن نصدق بأن جماعة عبد السلام ياسين الداعية للقومة حسب المنهاج تضع يدها في يد شباب لن أقول عنه أنه لا علاقة له بالدين وإنما أغلبه كدلك وحسب إيديولوجية هده الجماعة فهي تركز بشدة على القتال والجهاد وهنا تظهر مزاعم الجماعة الداعية للإصلاح وكدلك بعض أعضاؤها الدين صرحوا في اجتماعاتهم بضرورة إراقة الدماء كما هو الحال في الدول العربية حتي تسمي ثورة الشعب مما أدي لإنسحاب بعض شباب حركة 20 فبراير والأمر الواضح هنا أن الجماعة ولأول مرة تشتغل بدكاء وفق متطلبات الظرفية بغية الوصول لهدفها وبعد دلك ستشرع دون رحمة في تصفية حساباتها مع مختلف الفاعلين السياسيين والجمعويين وكدا الحقوقيين بالمغرب ، وفي نفس الوقت النهج الديمقراطي الدي ظهره أمينه العام لحريف يصافح وبثقة تامة قياديي البوليزاريو في اجتماع للبرلمان الأروبي وهو ما يبين طريقة اشتغال هدا الحزب والجهات المتعاونة معه وفي نفس الوقت كيفية تمويل حركة 20 فبراير. ثقة بين مختلف الفاعلين السياسيين وحركة 20 فبراير انبنت على مصلحة وطنية تتمثل في الإصلاح السياسي وانتهت بمجرد انتهاء الخطاب التاريخي ل 9 مارس بعدها ظهرت اتفاقات ضمنية للحركة مع جماعة العدل والإحسان وبعض المكونات الأخري الدين وضعوا برامج يزين شكليا أهداف الحركة دون معرفة الأهداف الضمنية لهده الجماعات ، حيث نستخلص أن معظم أعضاء حركة 20 فبراير وجدوا أنفسهم داخل دوامة يستحيل الخروج منها لأنهم انغمسوا في تنفيد برامج لا علاقة لها بالإصلاح الفعلي وتلددوا من خيرات هده الحركة وبعضهم أخد الصور مع البوليزاريو وراح يمني نفسه بمطالب لا علاقة لها بالشعب المغربي إد يتملكهم الخوف من الإنسحاب الأن مخافة سخط النظام عليهم وكدا الشعب المغربي الدي بدأت تنجلي عن أعينه دوامة التغيير ... باحثة في العلوم السياسية