وها نحن نودع سنة ونستقبل أخرى،سنة مرت علينا كمر السحاب في يوم عاصف،فلسنا ندري متى بدأت ومتى انتهت، وفي وقت تبدأ ثلة في محاسبة نفسها،ووضع النقاط على الحروف، لعلها تصحح الأوضاع،وتتسائل دائما ماذا أضافت للعالم(غيرمخلفاتها)، لاتفكر في الإحتفال وحتى إن فكرت فإن واقعها وواقع إخوانها لايشفع لها..أما السواد الأعظم فهو أيضا يحاسب "جيبه"،لأن رأس السنة على الأبواب،واحتفالاته ستكلفه ميزانية لابأس بها على العموم،ناهيك عن احتفالات مابعد منتصف الليل والتي تحتاج إلى كبيرتين على الأقل حتى تتم بنجاح... يبدو أنني أقصو على الأشخاص كثيرا وأنسى أساس المشكلة-إن اعتبرها البعض مشكلة-،ماذا تغير في المغرب بعد هذه السنة،ماذا تحسن(على حد تعبير المسؤولين)،وماذا تأزم(من وجهة نظر الشعب). بصفة عامة الأوضاع لازالت تسير إلى طريق مجهول،ولم تكن السنة أفضل من السنوات العجاف السابقة، فقد زادت نسبة الفقر إلى حد كبير،وارتفعت نسبة البطالة وشملت أغلب الخريجين، إلى درجة أصبح هدف الشخص في الحياة هو إيجاد عمل قار، ومن جهة أخرى فالمخدرات أصبحت في متناول الجميع،والميدان الصحي لازال يعاني من عديد المشاكل لعل أبرزها،انعدام شبه كامل للمستشفيات في المناطق النائية،نقص حاد في الأطر،مما يجعل المرضى كسياح مصطفين أمام المستشفيات لساعات طويلة. لنتجه إلى العالم السياسي،أقصد المسرحية المستمرة،والتي قد تفوز بجائزة الأسكار نظرا لمدى اتقانها،فالشعب قد مل الوعود الكاذبة،والتي تتردد على مسامعه في كل محفل سياسي، والتي لانرى منها شيءا،هذا إن لم نرى عكسها. وإذا ما توجهنا الى الثقافة والفن،فهذه السنة تأكد أنهما لا زالا يسيران في طريق العفن،وظهرت على السطح بعض "العاهات الفنية"،ولا أريد ان أذكر أسمائهم،حفاظا على سمعت المقال. ونحن من كنا نفتخر ببعض رياضينا سابقا،فهذه السنة كانت كارثة بكل المقاييس.منتخب أقصي من تصفيات كأس العالم،وقبلها من الدور الأول من الكأس الأسمر،أما ألعاب القوى،فقد صلينا عليها صلاة الجنازة قبل أن تموت،ويبقى إشعاع الأخضر في المونديالتو هو الشمعة الوحيدة في الظلام الدامس للرياضة المغربية،خصوصا بعد الإفتتاح الذي نال تعجب العالم. احداث السنة المتفرقة كثيرة لعل أبرزها سفاح الطفولة "دانييل" ، قبلة الناظور، فتاوى الزمزمي...
سنة أخرى تمر دون أي جديد يذكر أو إنجاز يستحق أن نحتفل به،هذا إن كان الإحتفال جائزا.