نور الدين الطويليع - يوسف الادريسي لم يفهم الناس سر مضاعفة رئيس المجلس الحضري لمدينة اليوسفية قيمة ميزانية السنة القادمة المخصصة لمحاربة الفئران، فبعدما كان يخصص لشراء مواد إبادة الفئران مبلغ خمسة آلاف درهم في السنوات الفارطة، قرر مضاعفة المبلغ المرصود ليصل إلى عشرة آلاف درهم. المتتبعون لم يستسيغوا بادئ الأمر هذه الزيادة التي جاءت على عكس انتظاراتهم وضد ما كانوا يتوقعون، وهم الذين طالبوا بإلغاء هذه الميزانية وصنواتها من ميزانيات محاربة القمل وشراء مبيدات الطفيليات والحشرات، ولذلك اتهموا الرئيس بسوء التدبير وعدم ضبط الأمور، في الوقت الذي ظل المعني بالأمر ملتزما الصمت تاركا للأيام الفرصة لإثبات سداد رأيه وصواب قراره. أحد الظرفاء تمكن متأخرا من فك اللغز حينما أشار إلى أن تأخر نزول المطر ستنتج عنه موجة هجرة جماعية للفئران من القرى المحيطة بالمجال الحضري إلى قلب الأحياء السكنية، لتجتاح المنازل والدكاكين وتستوطنها، وهو ما سيخلق أزمة حقيقية بالمدينة لن تحلها إلا عبقرية الرئيس الفذة، وحينئذ سيستنجد الجميع به ليمدهم بمواد إبادتها من أجل تخليصهم من هذا الخطر الداهم. ننتظر أن تكشف الأيام عن مزيد من مظاهر العبقرية التي يطفح بها فكر الرئيس، دون أن نملك القدرة على إدراكها، ومن ضمنها اهتمامه بمحاربة القمل الذي خصص له مبلغ خمسة آلاف درهم في ميزانية 2014، فمن يدري لعل سيادته تنبأ بموجة جفاف ستمكن القمل من الانتعاش في رؤوس وأجسام المواطنين، ولن يجدوا إذاك إلا فتى اليوسفية المدلل ليرش عليهم مما ملك مستودعه من مبيدات حتى يخلصهم من قملهم وطفيلياتهم.