عرف الشارع المغربي هذا الأسبوع حدثين هامين تمثل الأول في تأهل فريق الرجاء البيضاوي المغربي للمباراة النهائية ضد فريق بايرن ميونيخ الألماني، انتهت المقابلة بهدفين لصفر لصالح الفريق البافاري ، وقد غصت مدرجات ملعب مراكش بحوالي 37 ألف مشجع أغلبهم كانوا يشجعون الفريق الرجاوي ناهييك عن الملايين التي تابعت المباراة عبر القنوات التلفزية. فالكل بمختلف انتماءاته الكروية تجند لمساندة الفريق المغربي للظفر بالكأس الغالية. أما الحدث الثاني فكان خوض التنسيق الميداني للمجازين المعطلين المكون من ( المجموعة الوطنية، تنسيقية التضامن، التنسيقية الوطنية، الاتحاد الوطني) لمعركة الأمعاء الفارغة قصد لفت انتباه كل فئات الشعب المغربي بمختلف انتماءاتهم العرقية و السياسية إلى معاناتهم التي عمرت لثلاث سنوات بشوارع الرباط كانت حصيلتها استشهاد 6 مناضلين ينتمون لنفس التنسيق، واعتقال 61 لا يزالون متابعين في حالة سراح إضافة إلى المئات من الإصابات البليغة. فحدث الإضراب عن الطعام الذي نفذه أطر التنسيق الميداني للمجازين المعطلين جاء نتيجة الأذان الصماء التي تواجه بها حكومة بنكيران ملفهم المطلبي حسب تعبيرهم. ابتدأت معركة الإضراب الانذاري عن الطعام يوم الأربعاء 18 دجنبر على الساعة الواحدة واستمرت إلى نفس التوقيت من يوم الجمعة 20 دجنبر، كانت حصيلتها 20 حالة إغماء نقلت 8 منها إلى مستشفى السويسي لتلقي العلاج، بالإضافة إلى تدخلات عنيفة من طرف العناصر الأمنية نظرا لخوض المضربين عن الطعام لمعارك نضالية بشوارع الرباط. وقد تخلل هاته الخطوة تضامن بعض الهيئات النقابية والحقوقية و الحزبية الذين أكدوا دعمهم ومساندتهم لملف المعطلين حاملي الشواهد المطالبين بحقهم في الإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية. وفي تصريح لرشيد باسلام الكاتب العام للمجموعة الوطنية أحد مكونات التنسيق الميداني للمجازين المعطلين قال: " خضنا خطوة الإضراب عن الطعام بعدما أحسسنا بأننا غرباء و سجناء في وطننا، فطوال الثلاث سنوات من القهر و الظلم المسلط علينا بالإضافة إلى غلق باب الحوار معنا، وفقدان الأمل في هاته الحكومة التي لا تفقه شيئا في تسيير دواليب الدولة و معالجة الأزمات وحل الملفات العالقة بشيء من الحكمة و التعقل وفي مقدمتها ملف المعطلين حاملي الشواهد العليا أقدمنا على تنفيذ برنامجنا النضالي المسطر سلفا والذي يبتدئ باضطراب إنذاري عن الطعام كخطوة أقل تصعيدا مقارنة مع الخطوات المقبلة التي نعتزم القيام بها في حالة عدم الاستجابة لمطالبنا وفتح باب الحوار معنا ". وفي سؤال لرشيد حول الحالة الصحية للمضربين عن الطعام بعد ورود أنباء تشير إلى تدهور الحالة الصحية لبعضهم قال: " نحمل المسؤولية الكاملة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران فيما ألت إليه الحالة الصحية للمضربين عن الطعام، فبعد فك الإضراب عن الطعام و أثناء عودة المناضلين لبيوتهم تعرض عدد كبير منهم لإغماء وارتفاع في حرارة الجسم و أعراض مرضية لا يزالون يعانون منها إلى حدود اللحظة، أذكر على سبيل المثال من بين الحالات الخطيرة حالة المناضل عبد الرحيم شفيق الذي تم نقله إلى المستشفى الإقليمي لسيدي قاسم بعدما كان عائدا لبيته بمدينة فاس حيث تعرض لإغماء تام مما اضطر معه بعض المناضلين إلى نقله للمستشفى وبعد إجراء الفحوصات الأولية كانت النتيجة هبوط حاد لنسبة السكر في الدم، ولازالت حالته الصحية غير مستقرة إلى الآن، وعرف نفس المستشفى حالة إغماء للمناضل أشرف الفيلالي والذي نقل بدوره إلى غرفة الفحص لتلقي العلاج اللازم، وفي نفس اللحظة توصلنا بخبر نقل المناضلة نادية الكردودي إلى المستشفى بمدينة تمارة في حالة صحية جد متدهورة "
جدير بالذكر أن يوم الأربعاء المقبل الموافق ل 25 دجنبر 2013 سيشهد محاكمة 8 من الأعضاء المنتمين للتنسيق الميداني للمجازين المعطلين الذين تم اعتقالهم يوم 24 أكتوبر 2013، بعد نهاية الشكل النضالي الذي خاضه أعضاء التنسيق.