مدينة أكادير تشهد هذه الأيام حدثاً عالمياً،" و البَراني" دْخَلْ للبلاد لمشاهدة مباريات البطولة العالمية.الطرق تم تبليطها"واخا غير حتى تجي الشتا و تفرشنا"، مصابيح المدينة ثم تَغْيرها والزيادة من درجة إنارتها" ياك غير حنا لي غادي نخلصوا". أرصفة ثم إصلاحها لكي يمر"خْضر العِينْ" بدون أن يعكر صفوه أي شيء، شرطة بكل أجهزتها في خدمة القادمين من وراء البحار. و المدهش في الأمر أن المتشردين و "الشمكارة" ، تعرضوا لحملة تَطْهير جماعية، فمنظر واحد في عمره 10 سنوات يحمل في يديه قنينة "دوليوا"، لا يصح أن تشاهدها فاثنه أوربية كي لا تصاب بحمى المستنقعات. تِلْكُمْ هي مشاهد المدينة في هذه الأيام، فالمدينة تحتضن "مونديلٌا" عالميا للأندية، في ملعب يقبع بجانب سكان إحتجوا قبل أيام قرب الولاية على هدم مساكنهم. في مدينة لازال مستشفاه الوحيد يلفظ الأموات بدل أشخاص وجدوا من يعالجهم. هذه هي المدينة التي تتوفر على كليات تحولت مدرجاتها إلى"حمامات شعبية".هذه هي المدينة التي تنتهك فيها حُرمة "بنات البلاد" كل يوم في فنادق مصنفة. هي نفس المدينة التي تحصل فيها على شهادة وعوض إيجاد عمل، تجد "صطافيت" تنتظرك إذا فتحت فمك مطالبا إياهم به.هذه هي المدينة التي جعلها البعض في ملكيته، و عاث في أموالها فسادا، و "باعْ و شْرى" في هموم و عرق الناس.هذه هي المدينة... . يكثر تعداد ما تعانيه هي، و يعانيه معها من يسكن في جوفها. المواطن المسكين، البسيط ، لا يعلم أن مثل هكذا تظاهرات هو من يدفع تكاليفها، و أنه يدفع الضرائب للشرطة من أجل حمايته لا "لسَلْخِهْ" أمام البرلمان، أو لحماية " رولندينهوا" و "ريبيري" و من معه.لست متعصبا أو ناقما، بقدر ما يحزنني أن الدولة و الحكام يتعاملون معنا على أننا حشرات، و ليس كمواطنون. يحزنني أن يأتي "البراني"، و يصبح هو "مول البلاد". يحزنني أن تستيقظ في الصباح على صراخ جارتك لأن زوجها مات جراء غياب سرير في المستشفى. يحزنني منظر أطفال الشوارع طيلة العام، ينامون بجانب الأرصفة، و يتلحفون بعدالة السماء. فلا تطالهم رحمة الحاكم إلا بحضور أصحاب الدولار، و الله أعلم أين تم وضعهم الآن. يحزنني أن يهان الطالب، و أن تخدر عقول الشباب و الأمن غائب، و عندما يحضر "البراني" تحرسه الأعين ليل نهار، يحزنني.... الكثير من مظاهر بؤس أهلها. دولتنا –أعزكم الله-، تعمل من منطلق"العكر على الخنونة"، فتنظم التظاهرات، و تكرم وفادة القادمين ، و تذيع نشرات عن مغرب" العام زين". والحقيقة أن الناس أصبحوا يَعُدُونَ أيامهم في دولة " ها العار تلقى فيها فين يذفنوك".فكل المهرجانات تجد وزراء و أمراء يحضرون أطوارها، و هم يعلمون أن هناك الملايين ساخطين على وضعهم، و لا يجدون لتفريغ "غذايدهم" سوى الحضور مادام أن الحال هو الحال.فأصبح لسان الكثير من بؤساء بلدي- عندما يشاهدون هذا الإهتمام بالراني- يدعون بالدعاء القائل: " الله إجعل سعدنا فهاذ البلاد، بحال سعد البراني"