هل تطيح الاجهزة القابلة للارتداء بعرش الهواتف الذكية وتجعلها في طي النسيان ليأفل بذلك نجم الاجهزة المحمولة ويذبل بريقها تدريجيا. وتضم فئة الأجهزة القابلة للإرتداء كل من النظارات والساعات والملابس الداخلية والخواتم الذكية، بالإضافة إلى الأساور الرياضية التي تستشعر المؤشرات الحيوية لمستخدمها.
والأجهزة القابلة للارتداء مصممة لكي تلبس على الجسم وليس لحملها، وهذه الأجهزة مثل النظارات والساعات تلتقط الصور وتسجل مقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية، وترد على الاتصالات وتجري المكالمات وتتصفح الإنترنت، وتعتبر أهم خاصية تقدمها الأجهزة القابلة للارتداء هي الحصول على المعلومة الفورية للأشياء من حولك.
ويعود الاهتمام الكبير بالتكنولوجيا القابلة للإرتداء في الوقت الحالي، نتيجة دخول شركات مهمة على غرار آبل وسامسونغ وغوغل وسوني الى حقل المنافسة، إضافة إلى ما تقدمه تلك المنتجات من خدمات وميزات بالنسبة للمستخدمين، حيث باستطاعتها تزويدهم بالمعلومات الضرورية إينما كانوا، وتبقيهم على اتصال دائم بالشبكات الإجتماعية بطريقة سهلة.
وعلى رغم اعتماد بعض الأجهزة الذكية بشكل أساسي على هاتف المستخدم، إلّا أنها ستشهد تطوراً كبيراً في المستقبل، بحيث سيصبح في مقدورها تخفيف اعتمادها عليها الى أن تستقِلّ عنها بشكل كامل.
ودخلت أكثر من شركة تقنية كبرى في مجال صناعة الأجهزة القابلة للارتداء سواء غوغل عبر نظارتها الذكية أو "سوني" و"سامسونغ" بإنتاجهما لساعات ذكية، بالإضافة إلى شركات مثل "آبل" و"مايكروسوفت".
وأوضحت شركة "بيرغ انسيت" البحثية خلال دراستها أن نسبة نمو مبيعات الأجهزة القابلة للإرتداء ترتفع بشكل جيد منذ العام الماضي، حيث وصلت عدد الأجهزة المباعة في تلك الفئة إلى 8.4 مليون وحدة مع نهاية عام 2012.
وتوقعت دراسة للسوق أن يصل عدد الأجهزة القابلة للإرتداء المباعة إلى نحو 64 مليون جهاز في عام 2017، لتبلغ حينها معدل قياسيا لمبيعات تلك الفئة من الأجهزة الإلكترونية.
وقال دنكان ستيوارت مدير البحث في شركة ديلويته الاميركية إن "التقنيات القابلة للارتداء ستكون ذات أهمية أكبر في مجالات العمل، إذ إنها تستبدل تقنيات ذات قدرات أقل".
وقال ستيوارت "التأثير الفعلي لها هو ليس باستبدالها للهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر الشخصي، بل عندما تعطي الاتصال بالإنترنت لمن لا يمتلك اتصالاً على هاتفه أو جهازه المحمول، فعلى سبيل المثال، فإن شخصاً يقود رافعة في مخزن لا يستطيع استخدام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي، لكن الأمر سيصبح أسهل لو توافرت التقنية اللازمة التي تساعد السائق على معرفة اتجاهه ومعرفة مكان الصناديق التي يريد نقلها".
ويرى خبراء في التكنولوجيا ان الاجهزة القابلة للارتداء قادرة على قضم حصة الهواتف الذكية واجهزة الكمبيوتر المحمولة والتابلت لا سيما في ظل اقبال المراهقين والشباب ومحبي الصرعات التكنولوجية على كل ما هو غريب وملفت للانتباه في العالم الرقمي.
كما يرون ان الاجهزة القابلة للارتداء عملية وتوفر راحة اكثر في استعمالها، فبامكانك ان تلتقط صورة او تؤرخ حدثا ما دون ان تضطر لاخراج هاتفك الذكي من جيوبك وتحريكه في الاتجاه المطلوب، فيكفيك مثلا ان ترتدي نظارة ذكية او ساعة ذكية تلتقط لك ما تريده من احداث وصورا على الفور دون مشقة او عناء يذكر.
ويرى متخصصون في المجال ان الاجهزة المحمولة وفي مقدمتها الهواتف الذكية ترفع شعار التحدي وعدم الاستسلام، وهي تقوم بتطوير نفسها بسرعة قياسية وتفاجأ المستخدم بالنوعية الممتازة والثمن المغري حتى توقف زحف التكنولوجيا القابلة للارتداء.
وشهدت أجهزة الهاتف والأجهزة المحمولة ثورات حقيقة منذ ظهورها كان من أبرزها إطلاق أجهزة آيفون وآيباد ونظام التشغيل أندرويد الذي تبنته العديد من الشركات العالمية الرائدة بما فيها سامسونغ وابل وسامسونغ.
الا ان الهواتف الذكية لا تستقر على شكل او حجم واحد وهي تتلون وتتكيف وفقا للتقدم التكنولوجي وترفض ان تظل ثابتة في مكانها ولو للحظة واحدة.
وتوصل فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا بيركلي من تطوير ما سمَّوه ب"إي سكِن" أو "الجلد الإلكتروني"، وهو عبارة عن شاشة مرنة من البلاستيك بإمكانها التفاعل مع أي سطح توضع عليه.
وبدأ العلماء يهتمون باكتشاف وابتكار مواد جديدة يمكن استخدامها في شاشات مرنة تفاعلية.
ودخلت الهواتف الذكية في وقت قصير ومتقارب سباق الشاشات المرنة والمنحنية.
وكشفت سامسونغ الكورية الجنوبية عن هاتفها غالاكسي راوند بشاشة مرنة وأطلقت "إل جي" الكورية الجنوبية، هاتفها "جي فلكس" بشاشة منحنية.
واعتبر المحلل الأمني في شركة "هانا دايتو" نام داي جونغ إن الهواتف الجديدة خطوة إلى الأمام في طريق الحصول على منتجات غير قابلة للكسر ومرنة.
وتنوي "أبل" الأميركية طرح هاتفي "آي فون" بشاشات منحنية خلال عام 2014.
واعلنت شركة ال جي الكورية ان عام 2018 سيشهد ثورة تقنية على مستوى سوق الهواتف الذكية، وستصل نسبة الشاشات المرنة على الهواتف الذكية في هذا العام الى 40بالمئة دفعة واحدة.
ووفقا لتقديرات شركة الى جي فان 4 من بين كل 10 هواتف ذكية في 2018 سيكون بشاشة مرنة يمكن فردها وثنيها.