بدأ حفل تأبين نلسون مانديلا الثلاثاء بالنشيد الوطني لجنوب افريقيا في ستاد سوكر سيتي الذي امتلأ ثلثاه تحت امطار غزيرة ولكن في اجواء احتفالية. وتدفق عشرات الآلاف من مواطني جنوب افريقيا ومواكب رئاسية ونجوم وسياسيون الثلاثاء تحت امطار غزيرة الى ستاد سوكر سيتي في سويتو لحضور حفل التأبين التاريخي للزعيم الراحل مانديلا رئيس جنوب افريقيا السابق الذي توفي الخميس عن 95 عاما.
وفتحت ابواب الستاد حوالي الساعة 6.30(4.30 تغ) بتأخير نصف الساعة تقريبا.
وغنى الحشد النشيد الوطني قبل ان يلقي رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ونظيراه الاميركي باراك اوباما والبرازيلية ديلما روسيف وغيرهم خطبا لوداع اخير لمؤسس "امة قوس قزح".
قوبل رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما بصيحات استهجان مع بداية مرسم تأبين نلسون مانديلا الثلاثاء في سويتو بينما هتف الحاضرون في الملعب ترحيبا بالرئيس الاميركي باراك اوباما عندما ظهر وجهه على الشاشات العملاقة.
لكن حشود ستاد سوكر سيتي صفقوا ترحيبا بالرئيس السابق ثابو مبيكي، الذي دفعه زوما الى التنحي عن الحكم في 2008- ونائب الرئيس غاليما موتلانتي الذي ترشح ضد زوما لقيادة المؤتمر الوطني الافريقي.
وفي لقطات بثها تلفزيون جنوب افريقيا، صدرت صيحات استهجان عن مجموعات من انصار "مناضلون من اجل الحرية الاقتصادية" (ايكونوميك فريدوم فايترز)، حزب الرئيس السابق لشباب المؤتمر الوطني الافريقي جوليوس ماليما المناهض جدا لزوما، الذي يعبئ خصوصا الشباب العاطل عن العمل والذي غالبا ما تكون جماهيره غير منضبطة.
وتدفق عشرات الآلاف من مواطني جنوب افريقيا ومواكب رئاسية ونجوم وسياسيون الثلاثاء تحت امطار غزيرة الى ستاد سوكر سيتي في سويتو لحضور حفل التأبين التاريخي لنلسون مانديلا.
وقالت لوياندا وهي طالبة في التاسعة عشرة من العمر عند وصولها الى الملعب القريب من جوهانسبرغ، انه في الايام التي تلت وفاة بطل النضال ضد الفصل العنصري "بكيت لكن اليوم يوم احتفال".
ومثلها تدفق عشرات الآلاف من سكان جنوب افريقيا منذ الفجر تحت المطر ليستقلوا حافلات النقل المشترك في طريقهم الى ستاد سوكر سيتي حيث يقام حفل رسمي لتأبين "ابو الامة" اعتبارا من الساعة 11,00 (9,00 تغ).
وعلى مدى ساعات الصباح الأولى لليوم الثلاثاء وصل تباعا وفي الوقت نفسه في مطاري جوهانسبرغ وبريتوريا، قادة العديد من دول العالم.
فقد وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الى جنوب افريقيا ترافقه زوجته ميشيل اوباما. وقد وصل معه الرئيس السابق جورج بوش وزوجته لورا. ومن الولاياتالمتحدة، حضر ايضا الرئيسان السابقان بيل كلينتون وجيمي كارتر.
وقبله حطت طائرة الرئيس الصيني تلته طائرة الرئيس الالماني. كما وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع رفيقته فاليري تريرفيلر، كما اعلنت السفارة الفرنسية في بريتوريا.
ورافق الرئيس الفرنسي في رحلته وفد يضم خصوصا زيري الخارجية والعدل لوران فابيوس وكريستيان توبيرا.
وشارك في حفل التأبين ايضا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي وصل منفصلا.
وردد عدد من المواطنين سود وبيض يرفعون اعلام جنوب افريقيا او رايات سوداء وصفراء وخضراء كتب عليها "مانديلا الى الابد"، بصوت واحد "ابن الحزب" و"مانديلا لا ينام انه راكع ببساطة".
كما أنشد البعض "ذاهبون الى بريتوريا" (سيايا اي بيتولي) وهي اغنية كانت تتردد عندما كان مانديلا سجينا سياسيا ليتمكن من ان يصبح رئيسا للبلاد.
وامضت مبومي شابالالا (29 عاما) ليلتها امام ستاد سويتو. وقالت ان "مانديلا قد الكثر لجنوب افريقيا وقدومي هو افضل ما يمكن ان اقدمه له.. يشرفني ان اكون هنا".
من جهتها، قالت سيدة في الثانية والخمسين من العمر كانت من اوائل الواصلين الى المدرج "المطر اشارة مباركة في جنوب افريقيا".
وكان مئات الاشخاص انتظروا منذ الفجر ف محطة بارك ستيشن للقطارات في جوهانسبرغ، القطار لرحلة -- مجانية للمناسبة -- الى ستاد سوكر سيتي وهم يغنون "شوشولوزا" النشيد الذي كانوا يرددونه في الماضي في رحلات القطارات الى مناجم الذهب.
ووصل آخرون في حافلات في رحلات مجانية ايضا.
وعند وصولهم استقبلهم ترحيب بمكبر للصوت "اهلا وسهلا! مرحبا بكم" يعيش تاتا ماديبا"، ليرد الحشد "يعيش!" كما كان يحدث في تجمعات المؤتمر الوطني الافريقي حزب نلسون مانديلا الذي يسميه مواطنوه توددا "ماديبا" او "تاتا" (الاب).
وقال النيجيري فولا فولوويسيلي (27 عاما) الذي يزور اصدقاء له في جوهانسبرغ، في القطار ان مانديلا "كان اعظم ابناء افريقيا".
واضاف ان حضور هذا الحفل اليوم "تجربة فريدة في الحياة". من جهته، قال مارسيل بوزيارت وهو افريكاني في السادسة والعشرين من العمر ان "البيض ما زالوا لا يعرفون ما مر به الناس خلال النضال ضد الفصل العنصري".
واضاف "اتوجه الى الحفل لانضم الى الشعور الوطني ولاخرج من فقاعتي"، وان كان السود والبيض ما زالوا يعيشون منفصلين بعد اكثر من عشرين عاما على انتهاء نظام الفصل العنصري.
وعلى المنبر، وضع اوباما والرئيس الكوبي راوول كاسترو جانبا خلافاتهم لتحية ذكرى مانديلا.
وصافح اوباما كاسترو رئيس كوبا العدو اللدود للولايات المتحدة في فترة الحرب الباردة خلال حفل تأبين نلسون مانديلا في سويتو.
ومد اوباما يده للمصافحة قبل التوجه الى المنصة لإلقاء كلمته في الحفل، وذلك في مؤشر جديد على استعداده للتواصل مع اعداء الولاياتالمتحدة، بحسب ما ذكره مسؤول اميركي.
وشاهد ملايين الاشخاص الذين كانوا يتابعون المراسم في بث حي في انحاء العالم، المصافحة بين الرئيسين.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مساعي اوباما تنفيذ وعده بالتواصل حتى مع اشد خصوم الولاياتالمتحدة.
وتبقي واشنطن على حظر تجاري على كوبا فرضته قبل نصف قرن فيما يمثل مصير الدولة الشيوعية مسألة مزعجة في السياسة الداخلية الاميركية.
وارتبط كوباوالولاياتالمتحدة العدوان في فترة الحرب الباردة، بعلاقات محدودة منذ نصف قرن معظمها كان خلال حكم شقيق راوول كاسترو، فيدل الذي حكم بقبضة الحديدية، لكن هذه العداوة ذابت على الأقل ولو لبعض الدقائق في حفل تابين زعيم جنوب افريقيا الراحل نيلسون مانديلا.
وبين الخطباء في حفل التأبين ايضا، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما وقادة دول ناشئة (البرازيل والهند والصين).
وقبل الخطب أدلى اندرو ملاجيني الذي اعتقل لسنوات مع مانديلا في سجن روبن آيلاند في عهد الابارتايد بشهادة وتحدث افراد من عائلة مانديلا.
وبعد حفل التأبين الرسمي سيسجى جثمان مانديلا لثلاثة ايام في مقر الحكومة في بريتوريا حيث يتوقع ان ترافق مواكب كل صباح الجثمان في شوارع العاصمة.
وسينقل السبت الى قريته الصغيرة كونو مسقط رأسه جنوب شرق اللابد وارض اجداد مانديلا الكوزو.
وسيدفن الاحد هناك الى جانب والديه وابنائه الثلاثة في حفل تقليدي يجمع بين الشعائر المسيحية وشعائر الكوزو.