شكلت وفاة الزعيم الوطني والتاريخي لدولة جنوب إفريقيا نلسون مانديلا فرصة لكثير من وسائل الإعلام ،على إختلاف تلاوينها ،للتنقيب في مختلف جوانب حياة رمز الحرية والمساواة والنضال ضد نظام الأبرتايد العنصري. وفي هذا السياق نشرت أمس الجمعة "العربية" على صفحتها الإلكترونية مقالا،ضمن ما ورد فيه أن الراحل نلسون مانديلا إلتحق سنة 1961 بوحدات قتالية من جيش التحرير الجزائري التي كانت تُرابط في مدينة وجدة المغربية على الحدود مع الجزائر،وكانت مهمة تلك الوحدة تتكفل بتأمين تهريب السلاح إلى الثوار في داخل الجزائر.كما دُعي بعدها،مرة أخرى، الى نفس المدينة حيث زار وحدة قتال تابعة لجيش التحرير الوطني كانت تُحارب في الميدان. وإذا كانت بعض المنابر الإعلامية المعروفة بعدائها وتهجمها على المغرب ،قد غيَّبت عُنوة الدور الحضاري للمغرب في دعمه للمقاومة الجزائرية ولمختلف حركات التحرر الإفريقية أثناء تحليلاتها ومقالاتها المنشورة،فإن الوجه المُشرق للمغرب ولدوره الكبير والريادي في دعم حركات التحرر ليس بحاجة لأقلام مأجورة لكي يُبين وتُبرز معالمه الضاربة في عمق التاريخ. وكيفما كان الحال ،فإن عودة مانديلا الى المغرب سنة 1962 ينهض قرينة على ذلك ،لقد كان المغرب من رموز التحرر وكان إسم محمد الخامس من المراجع الرئيسية في النضال دوليا، وكانت أسماء مثل محمد بن عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي والمهدي بن بركة وعبد الخالق الطريس .. تمنح للمغرب وضعا متميزاً وسط حركات التحرر اليسارية منها والمحافظة. وللبيان فإن مانديلا اعترف في تجمُّع يوم 27 أبريل 1995 بدور المغرب في دعم تحرر بلاده، وخص الدكتور عبد الكريم الخطيب بكلمات ود وشكر وتوقف عن الخطاب ليُعانقه فوق المنصة. كما أنه إمتنع عن الاعتراف "بالبوليساريو" دولة إبان فترته الرئاسية رغم الضغوطات التي تعرض لها من قبل حزبه ،وقد أبرز الملك محمد السادس هذا في برقية التعزية التي وجهها الى رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما.