برحيل الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا يكون العالم قد فقد احد ابرز الشخصيات التي ستحتفظ لها البشرية بنضالها المستميت ضد العنصرية واضطهاد الانسان لأخيه الانسان، حيث ان الراحل يعتبر من طينة غاندي ومارتن لوثر كينغ و باقي العظماء الذين حفروا اسماءهم في سجل التاريخ البشري اعتمادا على قوة افكارهم وعدالة قضاياهم وسلمية نضالهم.. وقد ارتبط نيلسون مانديلا بالمغرب بروابط خاصة جدا، حيث اعترف بان المملكة من الدول التي ساندت المؤتمر الوطني الافريقي في كفاحه ضد الابارتايد في جنوب إفريقيا. ورغم تكالب القوى المناوئة لوحدتنا الترابية فقد امتنع نيلسون مانديلا عن الاعتراف بالبوليساريو دولة إبان فترة رئاسته، ضدا على الضغوطات التي تعرض لها من قبل حزبه. وهو ما أبرزه جلالة الملك محمد السادس في برقية التعزية التي وجهها الى رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، حيث قال جلالته "خلال فترة توليه مهام رئاسة بلاده، على احترامه لشرعية المغرب في صحرائه، ولم يقبل أبدا لا بالاعتراف ولا بدعم تقسيم أو تجزئة بلدي".
في هذا الفيديو، الذي يعود إلى اواسط التسعينيات، يظهر الراحل نيلسون مانديلا إلى جانب المرحوم الدكتور الخطيب في لحظة اعتراف وامتنان بما قام به المغرب لدعم نضال شعب جنوب افريقيا ضد نظام الابارتياد. .
يشار إلى ان الزعيم الافريقي الراحل نيلسون مانديلا كان قد حل بالمغرب في شهر مارس سنة 1962 كبلد من رموز مساندة الشعوب من اجل تحررها، وقد استقبل مانديلا من طرف الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي كان آنذاك وزير دولة مكلف بالشؤون الافريقية، حيث وفر له الخطيب بترخيص من الراحل الملك الحسن الثاني السلاح والدعم المالي وكذلك التدريب العسكري لمقاتلي المؤتمر الوطني الإفريقي. وفي الوقت ذاته، نسج له علاقات مع جبهة التحرير الجزائري في مدينة وجدة. ولا يمكن فهم علاقة مانديلا بالمغرب بدون فهم صداقته للخطيب.
كما عاود نيلسون مانديلا زيارة المغرب والتقى الراحل الحسن الثاني سنة 1994 وقدم له الشكر على المساعدة وعالج معه ملفات متعددة منها نزاع الصحراء المغربية.
وتبقى اللحظة التاريخية في علاقة مانديلا بالمغرب هو اعترافه في تجمع يوم 27 أبريل 1995 بدور المغرب في دعم تحرر بلاده، وخص الدكتور عبد الكريم الخطيب بكلمات ود وشكر وتوقف عن الخطاب ليعانقه فوق المنصة. في مذكراته يركز مانديلا على امتنانه لمغرب الحسن الثاني، وفي استجواب صحفي ذهب الى حد قول عبارة أصبحت شهيرة "أنا تلميذ لغاندي ولمحمد الخامس"..