يوفر توصيل الدواء إلى المنطقة المصابة اتصالاً مباشراً مع المنطقة المريضة، تقوم بذلك علاجات النانو لكن من خلال شكل واحد هو الحقن، وقد ابتكر مؤخراً باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومستشفى النساء طريقة جديدة لتوصيل جزيئات النانو عن طريق الفم. تحمل جزيئات النانو العلاج الكيميائي داخلها، أو الحمض النووي الريبي الذي يمكنه إيقاف نشاط جينات معينة، لعلاج السرطان وأمراض أخرى، ولاتزال هذه العلاجات في طور التجارب السريرية. يتم حقن جزيئات النانو في الوريد وتتسرب من خلال الأوعية الدموية لتحيط بالأورام والأنسجة المريضة، وتفرج عن حمولتها في موقع الورم. وقد استكشفت الأبحاث الجديدة بدائل لهذه الطريقة، حيث أشارت الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس ترانسليشن ميديسن" إلى أن الباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قد ابتكروا طريقة يمكن من خلالها تناول هذه الأدوية الصغيرة عن طريق كبسولات تؤخذ عن طريق الفم، لتنتقل إلى مجرى الدم عن طريق الأمعاء. وأوضح أوميد فاروخزاد مدير مختبر طب النانو في مستشفى النساء في بريجهام أن "التحدي الرئيسي تمثل في كيفية جعل جزيئات متناهية الصغر تعبر من خلال حاجز من الخلايا دون أن تتحلل، ودون أن تتعرض لخطر البكتريا الضارة". وقد نجحت تجارب توصيل الأنسولين عن طريق الفم على الفئران، وتبين إمكانية اختراق الغشاء المخاطي للأمعاء ووصول الدواء إلى مجرى الدم. استفاد الباحثون من طريقة امتصاص الأطفال لحليب الأم، واستخلاص المواد التي تعزز جهاز المناعة منه، ووصولها إلى مجرى الدم، حيث يتم ذلك من خلال وجود مستقبلات على سطح الخلايا تسمح بعبور الخلية دون اختراق جدارها. ويجري الباحثون الآن اختبارات لتحسين كيفية توصيل أدوية النانو للمناطق المصابة قبل تجربتها على الإنسان.