أكدت الإحصائيات أن سرطان الكبد يتسبب في وفاة نحو مليون شخص في العالم سنويا. وهناك ثلاثة أنواع من السرطان تصيب الكبد، هي: سرطان الخلايا الكبدية، سرطان القنوات المرارية وسرطان الكبد الدموي، إضافة إلى «الثانويات»، التي تصل إلى الكبد عن طريق الدم والأوعية الليمفاوية من ورم سرطاني موجود في أي جزء من الجسم، مثل المعدة والبنكرياس والثدي والرئة. ويعد سرطان الكبد أحدَ أصعب الأورام من حيث إمكانية علاجه، نظرا إلى عدم الاستجابة الجيدة للعلاج الكيميائي وسوء حالة وظائف الكبد نتيجة وجود تليف كبدي مصاحب لسرطان الكبد في أكثر من 90 في المائة من الحالات، إضافة إلى اكتشاف الورم في مراحل متأخرة عادة. في الأعوام العشرين الماضية، لم تعتمد منظمة الغذاء والدواء (FDA) سوى دواء واحد لمعالجة سرطان الخلايا الكبدية اسمه العلمي «Sorafenib»، ويؤخذ عن طريق الفم. وتؤكد الأبحاث، حتى الآن، فائدته في إطالة عمر المصاب بسرطان الخلايا الكبدية لمدة لا تتعدى ثلاثة أشهر. كما أشارت الأبحاث إلى عدم قدرة الدواء على تحسين الحالة الصحية العامة للمصاب به بشكل ملحوظ، لذلك تسارعت جهود العلماء بشكل كبير في الآونة الأخيرة لمحاولة إيجاد وسائل حديثة لتشخيص سرطان الكبد في وقت مبكر يسمح بالتدخل العلاجي الناجح، إضافة إلى الرغبة الجامحة في توفير وسائل علاجية حديثة للتخلص من هذا الداء اللعين. تقنيات نانوية -جسيمات الذهب النانونية: في إطار الجهود المبذولة للبحث عن وسائل حديثة للتشخيص المبكر لسرطان الكبد، بأنواعه المختلفة، أكد باحثون في جامعة «براون» الأمريكية، في دراسة نُشِرت في شهر يونيو الماضي، في مجلة الجمعية الأمريكية للكيمياء، نجاحهم في استخدام تقنية جديدة تعتمد على جسيمات الذهب في حجم النانو (النانو هو جزء واحد من المليار (Nano- Gold particles) مغلفة بمواد بوليمرية (Polymers) يمكن حقن الجسم بها لتمكن أجهزة الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي من تشخيص أورام الكبد بحجم دقيق جدا، يصل إلى 5 مليمترات، مقارنة بالتقنيات المستخدَمة حاليا، والتي تستطيع تشخيص أورام الكبد فقط عندما يزيد حجمها على 5 سنتيمترات. - فقاعات نانونية: أكد باحثون في جامعة «بنسلفانيا»، الأمريكية، في دراسة أجريت على حيوانات التجارب في شهر فبراير الماضي، نجاحهم في التوصل إلى تقنية تعتمد على استخدام فقاعات بحجم النانو (Nano- Bubbles) تحتوي على جزيئات من الدهون يطلق عليها اسم (ceramide- 6) تستهدف خلايا سرطان الكبد بدقة عالية، دون التأثير على الخلايا السليمة، كما يمكنها أيضا استهداف الأوعية الدموية الدقيقة المغذية للورم، مما يؤدي إلى ضمور الورم كليا أو جزئيا. وقد أكد الباحثون عزمهم على تجربة التقنية الجديدة باستخدام الفقاعات النانونية، التي أطلقوا عليها اسم «Cerasomes»، كبديل للعلاجات الكيميائية شائعة الاستخدام حاليا لمعالجة سرطان الخلايا الكبدية في الإنسان. الموجات الكهرومغناطيسية: أكد فريق بحثي في جامعة «ألاباما» الأمريكية، في دراسة نُشِرت في شهر غشت الأخير في المجلة البريطانية للسرطان، نجاح المرحلة الثانية من التجارب الإكلينيكية لاستخدام تقنية تعتمد على جرعات منخفضة من الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من جهاز صغير يشبه الملعقة يتم وضعه في فم المريض. وقد أكدت نتائج الدراسة، التي أجريت على 42 مصابا بسرطان الخلايا الكبدية لم يستجيبوا للعلاج الكيميائي، تضاؤل حجم الأورام واستقرارها، بصورة واضحة، في أكثر من14 في المائة من الحالات، بعدما تلقّت العلاج بواقع جلسة يوميا لمدة ساعة على مدار ثلاث دورات من العلاج، استمرت لمدة ستة أشهر. ويأمل الباحثون في إجراء المزيد من الأبحاث الإكلينيكية على أعداد أكبر من المرضى، تمهيدا للحصول على موافقة منظمة الغذاء والدواء على استخدام هذه التقنية على نطاق واسع.