أعلنت شركة مايكروسوفت أن «ويندوز 8» سيأتي بتصميم مناسب للعمل في الحواسيب الشخصية والحواسيب اللوحية والدفترية على حد سواء. لكن يبدو أن التركيز منصب في الوقت الراهن على الحواسيب اللوحية، ولذلك فإن الكثير من المراقبين يتوقعون أن تميل كفة معادلة «ويندوز 8» لصالح أجهزة الكمبيوتر اللوحي هذه المرة. فهل ستنجح مايكروسوفت في تقييس نسختها الجديدة على الحواسيب اللوحية دون التفريط في مكتسباتها التراكمية في النسخ السابقة؟ أزاحت مايكروسوفت الأربعاء الماضي الستار عن نسخة «ويندوز 8»، وكشفت بذلك عن ملامح الجيل القادم من نظام التشغيل بتصميمه متعدد الوظائف الذي يسمح باستخدامه في كل من الحواسيب المكتبية والحواسيب المتحركة. ويبدو أن ممثلي الشركة ركزوا تطوير أجزاء الحاسوب على مستوى مركز اللمس ورفع القدرة على العمل على عدة منصات حاسوبية، وهذه من الخصائص التي تحظى باهتمام جميع مطوري الأجيال الجديدة من الحواسيب اللوحية. يقول مايك أنجيولو، أحد المسؤولين التنفيذيين في مايكروسوفت، إن «هدفنا من إطلاق «ويندوز 8» على هذا الشكل هو جعل تجربة المستخدم امتداداً طبيعياً للجهاز، بدءاً من الوقت الذي يبدأ فيه تشغيل حاسوبه الشخصي ومروراً بكيفية تفاعله مع تطبيقاته وبرامجه التي يعرفها ويحبها». ويُضيف «هذا يُمثل تحولاً أساسياً في تصميم ويندوز لم نُجربه منذ أيام «ويندوز 95». ما سيُقدم فُرصاً كبيرةً لشركائنا من مصنعي ومطوري أجزاء الحاسوب الصلبة لابتكار تصاميم متجددة للحواسيب الشخصية». ومن المقرر أن تفتح مايكروسوفت منصة «ويندوز 8» في وجه المطورين بشكل رسمي خلال مؤتمر «بيلد» الذي ستعقده سبتمبر المقبل. ومن المتوقع أن يُطلق نظام التشغيل نفسه في وقت ما من السنة المقبلة، وليس خريف العام الجاري كما أُشيع في السابق. ويبقى السؤال المطروح هو مدى قدرة «ويندوز 8» على حسم المنافسة المحتدمة لصالحها، علماً بأن تطويرات الآخرين ماضية على قدم وساق وبوتيرة قد تكون أسرع من الوتيرة التي تسير عليها مايكروسوفت، ولعل أقرب مثال يخطر في الأذهان هو نسخة «ماك أو إس عشرة» القادمة التي تعكف شركة «آبل» على تطويرها. هواجس وتطمينات في هذا الإطار، تُشير ماري جو فوليي في مقال لها نشر في موقع «زد دي نت»، المتخصص في الأخبار التكنولوجية، إلى أن مجمل العروض الإيضاحية والتفسيرية التي استعرضت «ويندوز 8» دارت جميعها في فلك تطبيقات الحواسيب اللوحية. واستطردت متسائلةً «إذا كُنت أستخدم مسبقاً «ويندوز فيستا» أو «ويندوز 7» المحمل على حاسوبي الشخصي في الأعمال، فهل سيُغريني «ويندوز 8» بالتغيير لمجرد احتوائه على مركز يعمل باللمس ويقنعني بالاستغناء عن ال»ويندوز» القديم؟» وتُضيف «حتى لو كانت نسخة «ويندوز» الجديدة أسرع من حيث بدء الاشتغال وانتهائه وتعليقه، ومزودة بآلية داخلية أفضل لاسترجاع البيانات، أو بمخزن «ويندوز» لشراء وتتبع برامج تطبيقاتي، فإنني لست متأكدةً من أن ذلك كاف لإقناعي بالانتقال لاستخدام «ويندوز 8». وأعرب نيكولاس كولاكوفسكي عن هواجس وبواعث قلق مشابهة في مقال له بمجلة «إي ويك» المتخصصة في أخبار الحوسبة والتكنولوجيا. لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن شركة مايكروسوفت أكدت لعملائها أن «أداء «ويندوز 8» سيكون مماثلاً لأدائه باستخدام الفأرة ولوحة المفاتيح. وهو ما يعني أنه ستكون هناك مُزاوجة بين نظام التشغيل الجديد وقابليته للعمل في كل المنصات الحاسوبية وبرامج التطبيقات الموجودة مسبقاً ك»إكسيل» على سبيل المثال. وهذا سيكون كافياً لجعل غالبية معالجات الحاسوب المكتبي تشتغل بسلاسة وبشكل كامل متكامل». وتجدُر الإشارة إلى أن تسمية «ويندوز 8» ليست تسميةً نهائيةً، بل إنه من الوارد أن تغيرها مايكروسوفت قبل الإطلاق الرسمي لنسخته.