تسعى محركات البحث الشهيرة على شبكة الإنترنت دائما إلى تطوير وتحديث أدائها وتطوير خدماتها، في ظل التنافسية الشديدة في ما بينهم. وقد أصدرت شركة "ميكروسوفت" أداة لسد الثغرة الأمنية التي اكتشفتها "غوغل" منذ أشهر في متصفح "إنترنت إكسبلورر"، بعد أن استخدمت لشن هجمات ضد بعض المستخدمين. وكان الناطق باسم "فريق الاستجابة" (مجموعة لأمن البيانات) في شركة "ميكروسوفت" صرح، في شتنبر الماضي، أن الفريق على علم بوجود مشكلة في متصفح "ميكروسوفت"، و"إنترنت إكسبلورر 8"، وهو يعمل الآن على حلها. واعترفت "ميكروسوفت" أن الثغرة المشار إليها جرى استخدامها لشن هجمات محدودة ضد مستخدمي أحد المواقع الاجتماعية الشهيرة، موضحة أن عدد من النشطاء السياسيين قد وقعوا ضحية لبعض تلك الهجمات التي جرت لدوافع سياسية. وتكمن الثغرة في برنامج "mshtml.dll" المستخدم من قبل "إنترنت إكسبلورر"، إذ يجري اختراقه عن طريق بعض المواقع التي يجري استدراج الضحية للدخول إليها، وبعدها يمكن للمهاجم اختراق المتصفح وتطبيقات الإنترنت دون الحصول على إذن. وأصدرت "ميكروسوفت" أداة لإصلاح تلك المشكلة، ولكنها لم تعلن حتى الآن عن نيتها لعمل تحديث أمني شامل لكل المستخدمين. وكان تقرير أصدر، أخيرا، حول تراجع حصة منتج "ميكروسوفت"، و"إنترنت إكسبلورر" في الأسواق العالمية، أوضح أن هذا التراجع عائد إلى قلق المستخدمين من إمكانية وجود ثغرات أمنية في منتجات شركة ميكروسوفت، ما يؤدي إلى فقدان ثقة المستخدمين بتلك المنتجات. يذكر أن شركة "ميكروسوفت" تعتبر شركة دولية تعمل في مجال تقنيات الحاسوب وتطور وتصنع العديد من البرمجيات للأجهزة الحاسوبية، يعمل بها أكثر من 71 ألف موظف في 102 دولة، ويقع مقرها الرئيسي في واشنطن بالولايات المتحدةالأمريكية. من جهة أخرى، طرحت "ميكروسوفت" في الأسواق للاختبار النسخة الأخيرة من محرك البحث "إنترنت إكسبلورر"، الذي سيساعد في إنعاش مبيعاتها في الأسواق حيث تحتدم المنافسة. وشهدت الشركة، منذ سنة 2003، تضاؤل حصتها في السوق من 97 في المائة إلى 60 في المائة، وتننافس النسخة الجديدة مع محركات بحث أخرى مثل "موزيلا فايرفوكس" و"غوغلز كروم". ويسيطر محرك البحث "غوغلز كروم" على أكثر من 7.5 في المائة من السوق، رغم أنه لم ينزل إلى الأسواق سوى في دجنبر 2008. فيما يسيطر "موزيلا"، الذي أطلق أخيرا نسخته الرابعة للاختبار، على 25 في المائة من الأسواق، ويهيمن عليها في عدد من الدول. وتحسنت حظوظ العديد من المحركات حين أجبرت المفوضية الأوروبية ميكروسوفت على أن تقدم لمستخدمي "ويندوز" الفرصة لاختيار نوع محرك البحث الذين يريدون استخدامه بدل تقديم "إنترنت إكسبلورر". وأعلنت "ميكروسوفت" أنها سوف تطلق النسخة التجريبية العامة متصفح "إنترنت إكسبلورر 9" في 15 شتنبر المقبل. ومن المتوقع أن تطلق الشركة نسخة المتصفح الجديدة خلال حدث إعلامي خاص في مدينة سان فرانسيسكو. وسيكون متصفح الويب، الذي صدر منه عدة نسخ تجريبية، متوافقا فقط مع نظامي تشغيل "ويندوز 7" و"ويندوز فيستا"، كما أعلنت الشركة أن متصفح "إنترنت إكسبلورر" بلغ من العمر أمس 15 عاما. وكانت "ميكروسوفت" أطلقت متصفح "إنترنت إكسبلورر 1" لأول مرة في 16 غشت من سنة 1995، بعد تخصيص متصفح "سباي غلاس موزايك" الذي حصلت على رخصته من شركة "سباي غلاس". يذكر أن النصيب الضخم، الذي حققه متصفح "إنترنت إكسبلورر"، يرجع جزئيا إلى توفره كمتصفح الويب الافتراضي على الحاسبات المعتمدة على نظم تشغيل "ويندوز" من "ميكروسوفت". وكان متصفح "إنترنت إكسبلورر 8" احتل موقع الصدارة في نسبة الاستخدام بين متصفحات الإنترنت، متقدما على متصفح "إنترنت إكسبلورر 6" بعد انحصار استخدام نظام تشغيل "ويندوز إكس بي"، وفقا لإحصائيات موقع "نت أبليكشنز" المتخصص في مجال أبحاث سوق الإنترنت. وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الموقع قدّر استخدام "إنترنت إكسبلورر 8" التابع لشركة "ميكروسوفت" بنسبة 22.31 في المائة، بينما حصل "إنترنت إكسبلورر 6" على نسبة 20.07 في المائة وبلغت نسبة متصفح "فايرفوكس 3.5" الصادر عن شركة "موزيلا" 17.01 في المائة ونسبة متصفح "إنترنت إكسبلورر 7" 14.58 في المائة. وتابعت، وفقاً لتقرير الشركة الصادر في يناير الماضي، أن نسبة استخدام "فايرفوكس 3.0" وصلت إلى 5.29 في المائة وحقق متصفح "غوغل كروم" الخاص بشركة "غوغل" نسبة بلغت 3.92 في المائة، فيما بلغت نسبة متصفح "سفاري" من شركة "أبل" 3.55 في المائة. وأضافت الصحيفة أن نظام تشغيل "ويندوز إكس بي" كان السبب وراء زيادة نسبة استخدام "إنترنت إكسبلورر 6" سابقاً، حيث اقترن إطلاقه مع نظام التشغيل الذي ذاع صيته حول العالم فيما مضى إذ وصلت نسبته إلى 75.02 في المائة في مارس الجاري. وكانت "ميكروسوفت" قررت إلغاء خططها بشأن إتاحة إصدارات نظام تشغيل "ويندوز"، دون متصفح "إنترنت إكسبلورر" بالاتحاد الأوروبي خلال غشت الماضي، في خطوة كان منها لتخفيف مخاوف الاتحاد من حدوث الاحتكار.