رفضت سلطات مدريد منح اللجوء السياسي لمواطن جزائري كان عميلا للمخابرات الإسبانية والإسرائيلية “الموساد”، ويستمر معتصما في المنطقة الدولية للمسافرين في مطار العاصمة مدريد. وأوردت جريدة الباييس في عددها اليوم الاثنين أن الأمر يتعلق بسعيد سحنون الذي قضى ست سنوات سجنا من أصل عشرة التي حوكم بها سنة 2007 وحصل على العفو هذه السنة، وتمت محاكمته في الجزائر بتهمة التخابر مع المخابرات الإسبانية والموساد. ويؤكد سعيد سحنون، وفق الباييس، أنه عمل في صحفيا في دولة بنين ثم في دولة ساحل العاج حيث استقطبته الموساد وقامت بتدريبه وبعثه الى بيروت ودمشق للاشتغال صحفيا لمراقبة حزب الله وحركة حماس. ويؤكد أن المخابرات العسكرية الجزائرية كانت دائما تعرف نشاطه ولم تلاحقه لأنه لم يكن يتجسس على الجزائر. وعاد سنة 2003 الى الجزائر وعمل في القسم الإعلامي للسفارة الإسبانية حيث كان يقوم بترجمة الصحافة ولكن عمله الحقيقي كان هو مراقبة إرهابيي جماعة الدعوة والقتال التي ستتحول لاحقا الى جماعة القاعدة في المغرب الإسلامي وإعداد تقارير حول الوضع الأمني للإسبان والمنشأت النفطية الإسبانية في الجزائر. واعتقلت السلطات المغربية سعيد سحنون سنة 2005 عندما دخل الأراضي المغربية من غرب الجزائر، وادعا أنه ينجز ربورتاجا حول الهجرة غير القانونية من الجزائر الى المغرب. لكن الدرك الملكي المغربي ارتاب فيه بعدما عثر في حوزته على وثائق حساسة للغاية، وقام لاحقا بتسليمه الى السلطات الجزائرية التي حاكمته في جلسة مغلقة وحكمت عليه بعشر سنوات قضى منها ست سنوات ليمتع بالعفو الرئاسي. وبعد مغادرته السجن، توجه الى بعض الدول الإفريقية، ومنها قام لاحقا بالطيران الى وجهة غير معروفة تمر عبر العاصمة مدريد، واستغل هبوط الطائرة في مدريد يوم 22 نوفمبر وتقدم باللجوء السياسي ولكن تم رفض طلبه، وقد استأنف للحصول على اللجوء مدعيا أنه كان يعمل لصالح اسبانيا.