تقبلت الحكومة الإسبانية فكرة إمكانية تبديل الشفرات القاطعة المنتشرة على طول الشريط الحدودي الذي يفصل مدينة مليلية المحتلة عن بقية التراب الوطني، بعدما أثار استعمالها انتقادات الهيئات الحقوقية داخل اسبانيا بسبب الجروح الخطيرة التي تسببها للمهاجرين، شريطة أن يكون هذا البديل "فعالا". وقد وضع الحزب الاشتراكي المعارض على طاولة النقاش مقترح أطلق عليه اسم "الحدود الذكية". مقترح يعتمد على طائرات بدون طيار ووضع رادارات بنقط استراتيجية على طول الشريط الحدودي للحد من تسلل المهاجرين مدينة مليلية. وحسب يومية الباييس، فإن الحكومة الاسبانية رفضت هذا المقترح لأن المشكل لا يكمن في تحديد مكان تواجد المهاجرين بل في منعهم من دخول المدينةالمحتلة. إلا أن مكانية استعمال هذا الصنف من طائرات، التي تستخدم في مهام استطلاعية وتجسسية لا زالت قائمة نظرا لقيام الاتحاد الأوروبي بإعداد برنامج لحماية حدوده البحرية من الهجرة، برنامج سيدخل حيز التنفيذ خلال العامين المقبلين من خلال الاعتماد على المراقبة التكنولوجية. وكما هو معروف فإن تحليق هذا النوع من الطائرات المعروفة بقيامها بمهام استطلاعية ممنوع بأروبا حسب القوانين الحالية، لكن الحكومات الأوربية شرعت في اجراءات تغييرها. "برسوس" هو المشروع الذي يتم تنفيذه بتنسيق مع شركة "اندرا" وبشراكة مع الحرس المدني الاسباني، حيث ستستفيد اسبانيا من أربعين بالمئة من الميزانية الأوروبية المخصصة لذلك. وبالتالي فإن رفض الحكومة الاسبانية لهذا المقترح يرجع بالأساس الى خلفيات تشريعية صرفة وليس لعدم فاعلية طائرات التجسس في مراقبة المهاجرين. اسبانيا لن تفوت فرصة وضع طائرات تجسس على تخوم جارها الجنوبي، لكن المريب في الأمر هو موقف المغرب المتسم بالجمود والسلبية وكأن الاجراءات الأمنية التي تخص مدينة مغربية محتلة تهم فرنسا والاتحاد الأوروبي أكثر مما تهم الرباط.