نظمت المنسقية الجهوية لوكالة التنمية الاجتماعية لجهة مكناس - تافيلالت، اليوم الخميس بالرشيدية، ورشة خصصت لإعطاء الانطلاقة لبرنامج "تقوية" لتأهيل الجمعيات الفاعلة بالإقليم. ويندرج هذا اللقاء، الذي حضره على الخصوص عامل الإقليم أحمد مرغيش، وممثلو المصالح الخارجية، وهيئات المجتمع المدني، والمنتخبون، في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالرشيدية. وفي كلمة بالمناسبة، أكد عامل الإقليم على الأهمية التي يكتسيها النسيج الجمعوي باعتباره شريكا أساسيا في تدبير الشأن المحلي، والذي لا يمكن بدونه تحقيق الأهداف المنشودة من التنمية البشرية، مبرزا، في هذا الإطار، أن اتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية ووكالة التنمية الاجتماعية واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالرشيدية جاءت لتعزيز دور الجمعيات المحلية ومساهمتها الإيجابية في الإقلاع الاجتماعي والاقتصادي المحلي. وقال "إن برنامج +تقوية+ لتأهيل الجمعيات بالإقليم، الذي يتطلب إنجازه غلافا ماليا ناهز مليوني درهم، جاء لدعم وتقوية قدرات النسيج الجمعوي في التنظيم والتخطيط وإدارة التنمية، ودعم المشاركة والتشاور وتبادل الخبرات والتزام الجمعيات في تنمية مجالات تدخلاتها وتشجيع المبادرات الجماعية في مختلف المجالات". من جهة أخرى، أكد السيد مرغيش أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد فلسفة وثقافة قبل أن تترجم إلى برامج تنموية، وهي بذلك تروم من هذا المنطلق الاهتمام بالعنصر البشري الذي يعتبر الدعامة الأساسية في أي إقلاع اقتصادي واجتماعي، مضيفا أنه ولهذه الغاية فهي تعتمد مقاربة تشاركية وسيلتها نهج سياسة القرب والإنصات لمتطلبات المواطن بغية الرقي به وجعله فاعلا وشريكا في الجهود التنموية ومساهما في تدبير دواليب الشأن المحلي. من جانبه، تطرق المنسق الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية، المهدي مرزاق، إلى الدينامية التي أصبح يشهدها النسيج الجمعوي على الصعيد الوطني خاصة بعد دستور 2011 الذي تضمن مقتضيات وأحكام أتاحت للمجتمع المدني إمكانية المشاركة في رسم السياسات العمومية وأعطته مكانة مهمة في تدبير الشأن المحلي. وأضاف أن برنامج "تقوية" لتأهيل الجمعيات المحلية بالإقليم يندرج في إطار سياسة القطب الاجتماعي، الذي يروم تأهيل الجمعيات وتمكينها من الاضطلاع بالأدوار المنوطة بها خاصة عل مستوى تفعيل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشيرا، في هذا الإطار، إلى أن جمعيات المجتمع المدني بالإقليم تعتبر من بين الجمعيات النشيطة على المستوى الجهوي. وبعد أن أبرز الدور الرئيسي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحقيق الدينامية التنموية، أكد على الدعم الذي تقدمه وكالة التنمية الاجتماعية للجمعيات المحلية حتى تتمكن من الإسهام في مسلسل التنمية البشرية. يشار إلى أن برنامج "تقوية" بإقليم الرشيدية، الذي يمتد على مدى ثلاث سنوات، يروم، بالخصوص، المساهمة في تأهيل وتقوية قدرات الجمعيات من أجل مساعدتها على المشاركة الفعالة في تنمية مجالها وتقوية قدراتها في مجال التنظيم والتخطيط وإدارة التنمية ودعم المشاركة والتشاور وتبادل الخبرات ومواكبة المبادرات الجماعية والمؤسساتية من أجل تمكين الجمعيات من تطبيق مكتسبات أنشطة تقوية القدرات.