تشير الساعة إلى الثالثة والنصف ظهرا بشارع الشجر (إدريس الحارثي) بابن مسيك بالدار البيضاء. الأجواء عادية في شارع يعرف حركة ونشاط اقتصادي. جميع المحلات التجارية مفتوحة. ما يثير الانتباه في هذا الشارع هو الحضور المكثف لرجال الأمن، فعدد كبير منهم يطوق المساجد الثلاث المتواجدة بالقرب من تقاطع طريق مديونة وشارع الشجر. النقطة الأخرى المثيرة للانتباه هي لافتات معلقة بالقرب من محلات تجارية وبيوت، منها "إرحلوا عن أحيائنا. دعونا نعيش في أمن وطمأنينة"، بالإضافة إلى شعارات مماثلة ترفض نقل احتجاجات حركة 20 فبراير بهذه المنطقة. التقت "كود" بعض الفراشة، فمحمد ذهبي الذي كان يبيع بعض الملابس الداخلية والكاسكيطات بشارع الشجر، يقطن في الزنقة 5 المفرعة عن الشارع، قال ل"كود" "باغيين التيقار وباغيين حياة بسيطة". هذا الشاب يجهل أن المسيرة سلمية ويجهل مطالب الحركة، وردا على سؤال حول لافتتين وضعتا أمامه رد "هاد الشي ما عرفتش شكون اللي جابو، شي كيكول المقاطعة وشي كيكول أولاد الدرب". نفس الجهل للمطالب وللحركة عبر عنه ل"كود" مصطفى الأزهر، القاطن في بيت بالشارع والذي يبيع هو الآخر الملابس على قارعة الشارع "حنا معاهم إيلى كانت مطالبهم مشروعة"، ثم يضيف "ما كنضامنوش معاهم، وولاد الدرب ضدهم". يستعمل هذا الشاب ضمير الغائب للحديث عن أناس يجهل عنهم كل شيء، إلا شيء واحد هو أنهم قد يفسدون عليه رواجا اقتصاديا مضمونا مساء الأحد. في هذه المنطقة يبدو أن السكان، ولا نعرف ما إذا تمت تعبئتهم من قبل السلطات أم أنهم قاموا بذلك بمحض إرادتهم، مصرون على التصدي لمسيرة حركة 20 فبراير التي من المتوقع أن تبدأ مسيرة سلمية على الساعة السادسة من يومه الأحد 29 ماي 2011.