تحتفل كل البلدان العربية والإسلامية بعيد الأضحى، وإن كان الكبش هو العامل المشترك في الاحتفالية، إلا أن مظاهر الاحتفال والطقوس تختلف من بلد لآخر، حسب الموروثات والعادات والتقاليد، وتأتي المغرب من البلدان التي يتميز فيها عيد الأضحى بطابع خاص وفريد. ويبدأ الاحتفال بعيد الأضحى منذ شراء الكبش، الذي يجب أن يتميز بقرون ظاهرة، ويقوم المغاربة بوضع الحناء على رأس الكبش وصوفه، وتصر الكثير من العائلات المغربية على إحضار الكبش للبيت، مهما كان البيت ضيقا، حيث يعتقدون أن مبيت الكبش في البيت فأل خير للأسرة، وكما تحرص العائلات المغربية على أن تضع الحناء على رأس الكبش أو ظهره، كذلك تضعها أيضا للأطفال الذين يستمتعون بمشاركة الكبش هذا التقليد. كذلك تقوم الأسر بتحضير مستلزمات الطبخ من أدوات الشواء والفحم إلى التوابل وتحضير خبز "الطاجين" الذي لا يمكن لمائدة الغداء في يوم العيد أن تقام دونه. كما تلتزم معظم الأسر المغربية بتخصيص الكتف الأيمن من الكبش لوليمة عشاء جماعية، ولإعداد طبق "الكسكسى" الذي يجمع عددا كبيرا من أفراد العائلة، وغالبا ما تكون هذه الأكلة من نصيب الأبناء المتزوجين والبنات الذين يقصدون بيت الأب لتقديم التهاني بمناسبة العيد. كذلك يتم تخصيص جزء من لحم الأضحية الذي يكون في الغالب "الفخذ" للعروس إذا كان أحد أبناء العائلة خاطبا وتقوم ربة البيت بأخذ نصيب العروس. وفي نفس الوقت الذي يقوم فيه كل بيت في المغرب بالذبح أول يوم العيد، يبدأ شباب الحي في إعداد أماكن مخصصة لعملية تسمى بالعامية المغربية "تشويط" رءوس وأرجل الأضحية، وذلك لتصبح صالحة للاستعمال في إعداد أطباق خاصة بالمناسبة خلال أيام العيد. ولا ننسى حفل الشواء الجماعي لكبد الأضحية مع الشاي الأخضر المنعنع المغربي وقطع الخبز الساخنة.