قال الأمين العام للرابطة المحمدية لعلماء المغرب، السيد أحمد العبادي، إن المجتمعات العربية - الإسلامية مطالبة ببناء الكفايات والقدرات في مختلف المجالات حتى تتمكن من مسايرة عصر العولمة ويتسنى لها جسر الهوة بينها وبين العالم المتقدم، بما ينعكس عليها إيجابا في كافة مناحي الحياة. وأضاف السيد العبادي، في محاضرة ألقاها مساء أمس الأحد، في (منتدى الفكر العربي) بالعاصمة الأردنية عمان، أن "حضارتنا الإسلامية حاضرة في المكان ومستمرة في الزمان، وهي مدعوة إلى أن تغير من مفردات خطابها حتى تتفاعل مع الآخرين وتعمل على تصحيح مسارها، بحيث تعزز من مواطن القوة لديها وتبتعد عن مواطن الضعف". وأشار في هذه المحاضرة، التي تندرج ضمن فعاليات اللقاء الشهري للمنتدى، الذي يتمحور حول موضوع "المجتمعات الإسلامية في عصر العولمة"، وحضرتها نخبة من رجال الفكر والثقافة، إلى أن الأمة الإسلامية وإن كانت "مختلفة في ظاهرها، لكن لها القدرة على الوحدة وتحقيق التكامل في أهدافها من خلال نسيجها التشريعي والقيمي"، معتبرا أن العولمة الراهنة وريثة لعولمات كثيرة ومتعددة استطاعت أن تكون قطبا جاذبا للتجمعات الحضارية والإقليمية والجغرافية في مختلف أرجاء العالم. وتابع أن الإحساس بالتميز هو الذي يدفع حضارة معينة إلى العطاء وتصبح بالتالي قوة اقتراحية ذات فاعلية، مبرزا أن الفكر العربي الإسلامي يزخر بالعديد من الطروحات التي إن تم استثمارها بشكل جيد ستساهم في الارتقاء بالعالم العربي الإسلامي ليصبح قوة اقتراحية وتكون له عطاءات متميزة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية. وشدد على أهمية الاجتهاد في مواكبة مستجدات العصر، خاصة وأن العولمة لها تأثيرها القوي وفاعليتها لكونها تيسر الوصول إلى المعلومة التي "تمكننا من استخدامها للنهوض بمجتمعاتنا والعمل على رقيها وتقدمها"، خاصة وأن "جامعاتنا فيها أكثر من مليون ونصف باحث، وإذا تم ترشيد جهودهم يمكن أن نصل إلى ما نريد من تقدم".