الدريوش: قطاع الصيد سجل استثمارات فاقت 930 مليون درهم وخلق 126 ألف منصب شغل    حضور مغربي قوي في جوائز الكاف للسيدات    الحزب الحاكم في البرازيل: المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    تنسيقية الصحافة الرياضية تدين التجاوزات وتلوّح بالتصعيد        عجلة البطولة الاحترافية تعود للدوران بدابة من غد الجمعة بعد توقف دام لأكثر من 10 أيام    "ديربي الشمال"... مباراة المتناقضات بين طنجة الباحث عن مواصلة النتائج الإيجابية وتطوان الطامح لاستعادة التوازن    الجديدة: توقيف 18 مرشحا للهجرة السرية    السلطات المحلية تداهم أوكار "الشيشا" في أكادير    دراسة: تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة    مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق        أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    استئنافية ورزازات ترفع عقوبة الحبس النافذ في حق رئيس جماعة ورزازات إلى سنة ونصف    "لابيجي" تحقق مع موظفي شرطة بابن جرير يشتبه تورطهما في قضية ارتشاء    اسبانيا تسعى للتنازل عن المجال الجوي في الصحراء لصالح المغرب    ترامب ينوي الاعتماد على "يوتيوبرز وبودكاسترز" داخل البيت الأبيض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    الحكومة الأمريكية تشتكي ممارسات شركة "غوغل" إلى القضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    البابا فرنسيس يتخلى عن عُرف استمر لقرون يخص جنازته ومكان دفنه    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    المركز السينمائي المغربي يدعم إنشاء القاعات السينمائية ب12 مليون درهم    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    مقتل 22 شخصا على الأقل في غارة إسرائيلية على غزة وارتفاع حصيلة الضربات على تدمر السورية إلى 68    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار        الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل        جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    الحكومة تتدارس إجراءات تفعيل قانون العقوبات البديلة للحد من الاكتظاظ بالسجون        منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية        تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    أمزيان تختتم ورشات إلعب المسرح بالأمازيغية    فعاليات الملتقى الإقليمي للمدن المبدعة بالدول العربية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    "من المسافة صفر".. 22 قصّة تخاطب العالم عن صمود المخيمات في غزة    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثقافة التنمية و العولمة أية علاقة؟


بين يدي الموضوع :
يحاول هذا المقال رسم معالم العلاقة بين ثلاثة أجهزة مفاهيمية الثقافة التنمية و العولمة وذلك من خلال الاشتغال على طبيعة العنصر الثقافي ، من حيث الوحدة و التعدد، في ظل نظام العولمة و تداعيات ظاهرة التثاقف بين الأنا و الآخر، و التساؤل عن أسباب فشل إنتاج مشروع ثقافي عربي إسلامي، ورصد آثار الارتباط الوظيفي للمثقف العربي الإسلامي بمختلف صناع القرار في إجهاض ذلك المشروع، و محاولة الإجابة عن تساؤل جوهري مفاده : هل نحن أمام أزمة الخطاب الثقافي العربي الإسلامي؟ أم أمام أزمة مفاهيم تصورات ومدركات؟ أم أمام أزمة مد جسور التواصل العقلاني المنتج؟ .
يقاس حضور أو غياب الأمم و الشعوب و الحضارات، بمدى حضور أو غياب مشاريعها الثقافية و الحضارية خصوصا في سياق نظام العولمة الذي ينشد دوما تحقيق مبدأ التنمية المستدامة و الربح الاقتصادي السريع من خلال توظيف آليات التقنية و التكنولوجية ،وعدم الاعتراف بالهويات الثقافية وبحقوق الأقليات و بالحواجز الجمركية و الجغرافية .
- ماهيات الثقافة والتنمية و العولمة :1
أ- ماهي الثقافة؟
يرتبط مفهوم الثقافة ارتباطا عضويا ،علاوة على الجوانب السلوكية و الانثروبولوجية، بالنوحي المعرفية و الجمالية : فالإطار المرجعي لمصطلح ثقافة يكاد يتماس ب " المفهوم المعرفي الأدبي الجمالي الفني المتطلع إلى السمو و القيم. إنها مجمل النشاط البديعي الإبداعي للإنسان ولاسيما في مجالات الآداب و الفنون و العلوم و الفكر والأزياء الاجتماعية وأساليب التعامل الرفيع بين البشر. و يشمل ذلك بالطبع الدور الفعال المتمثل في رعاية الآثار و المتاحف وكل ما من شانه أن يوطد إنسانية الإنسان."1
وعليه، فالثقافة هي مجموع نتاج الأمة ماديا كان أم معنويا، أم فكريا أم فنيا أم وجدانيا، أي كل ما تملكه الأمة حين تنخرط في عملية البناء الحضاري من أجل إثبات الذات في مسيرة النماء الإنسانية ،وهي التي تضفي عليها (أي الأمة) خصائص العلم النافع و المعرفة المستنيرة انسجاما مع رسالة الاستخلاف الحضاري التي أنيطت بالإنسان في الكون و الرامية إلى تحقيق مبدأ التنمية الشاملة .
و تماشيا مع هذا التعريف الإجرائي، يؤكد مالك بن نبي أن الثقافة "أسلوب الحياة في مجتمع معين "2. تخص السلوك الجماعي الذي يطبع تصرفات الفرد في ذلك المجتمع" إنها" حياة المجتمع التي بدونها يصبح مجتمعا ميتا."3
وبهذا المعنى، فالثقافة بالنسبة للمجتمع هي بمثابة الملح للطعام لأنها تضفي على المجتمع الإنساني صبغة العلم و المعرفة و التنوي.ر "إنها قيمة مضافة لامناص منها لأي مجتمع ينشد الرقي و التقدم و السير في ركب الأمم المتحضرة أو المتمدنة: فداخل مجتمع المعرفة -باعتباره مجتمعا متحركا- تتم" عملية تركيب ثقافته بصورة تلقائية تنحصر في تنظيم المقومات الثقافية في وحدة متجانسة تمثل ثقافته". وعلى هذا الأساس المنهجي، فمحور" كل ثقافة هو بالضرورة تركيب و تأليف لعالم الأشخاص، وهو تأليف يحدث طبقا لمنهج تربوي يأخذ صورة فلسفة أخلاقية . وإذن فالأخلاق أو الفلسفة الأخلاقية هي أولى المقومات في الخطة التربوية لأية ثقافة."4 وبصفة عامة، فالثقافة هي "مجموع الصفات الخلقية و القيم الاجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ ولادته، وتصبح لاشعوريا العلاقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه( ...) ،هي المحيط الذي يشكل فيه الفرد طباعه وشخصيته."5
أما الفيلسوف المغربي المرحوم محمد عابد الجابري، فيعتبر أن الثقافة هي"ذلك المركب المتجانس من الذكريات و التصورات، و القيم والرموز، و التعبيرات والإبداعات و التطلعات، التي تحتفظ لجماعة بشرية تشكل أمة، أو في معناها ،بهويتها الحضارية في إطار ما تعرفه من تطورات بفعل دينامكيتها الداخلية وقابليتها للتواصل و الأخذ و العطاء (...). إن الثقافة هي المعبر الأصيل عن الخصوصية التاريخية لأمة من الأمم، عن نظرة هذه الأمة إلى الكون و الحياة، و الموت والإنسان ،ومهامه وقدراته وحدوده، وما ينبغي أن يعمل وما لا ينبغي أن يأمل."6
وفي منظور برهان غليون، ف"لكل ثقافة خاصية ،كما لكل مؤسسة روحها ،أي نظام عملها وردود أفعالها وتوجهاتها التي تكون لديها ما يمكن أن نسميه المنازعة الذاتية ضد كل نوع من أنواع التغيير الخطيرة التي تهدد انسجامها الداخلي وقيامها بوظائفها ( ... ). والواقع أن الثقافة الحية لا تقبل بضم خبرات جديدة إلى مخزونها المعرفي أو الخيالي إلا إذا لم تكن هذه الخبرات تتعارض مع خبرات سابقة وراسخة ضمن توازناتها الكبرى."7
ب ماهي التنمية؟
لايمكن مقاربة مفهوم التنمية ،إلا من منظور شمولي بنيوي، من حيث ارتباطها بقيم موازية كالحرية و الثقافة و الدين: فالتنمية تعني في أبسط معانيها التقدم و التطور، و الازدهار و الانتقال، من وضع معين إلى وضع أكثر سموا ورقيا وإنتاجا. على أن التنمية لا يمكن تحقيقها إلا إذا هبت رياح الحرية و الديمقراطية و الأمن و السلام. إن التنمية عدو لذود للقمع و التعتيم و سياسة تكميم الأفواه، كما أن حالة اللا ستقرار و القلاقل و الصراعات المسلحة تجهض أي مشروع تنموي، بيد أن حديثنا عن سؤال التنمية يدفعنا إلى التساؤل عن جوهر هذا المشروع وأهدافه ومقاصده. وبهذا المعنى، فلا تنمية بدون تخليق، أي لابد من إضفاء منظومة قيم معينة على مشروع التنمية إذا أريد أن يكتب له النجاح. فبتحصين مشروع التنمية من كل القيم السلبية نتمكن من أن نوفر له أسباب المناعة الذاتية8. والأدهى من ذلك، فلا يمكن الحديث عن أية عملية تنموية بدون خلفية ثقافية فاعلة لاسيما إذا علمنا أن خبراء علم التنمية الشاملة اعتبروا التنمية في أساسها ظاهرة ثقافية. ومن هنا، يمكن بلورة مصطلحين اثنين: تنمية الثقافة وتثقيف التنمية : فمصطلح تنمية الثقافة "جديد نسبيا إذ كانت كلمة التنمية (مثل كلمة العولمة اليوم) تنبثق من مفهومات اقتصادية صناعية مالية، وتتجه إلى تدعيم القاعدة المادية أو البنية التحتية للمجتمع المقصود بالتنمية. ولكن أثبتت التجربة ،ولاسيما التجربة الميكانيكية البيروقراطية لتطبيق خطوات التنمية، أن جانبا كبيرا من الإخفاق الذي أصاب هذه الخطط لم ينتج عن عدم إحكام أولويات المشاريع وأهدافها، وإنما عن عدم كفاءة العنصر البشري، وعجزه عن الاضطلاع بمسؤولياته بسبب النقص في تنمية وجدانه الثقافي. وفي نفس الوقت، شعرت مجتمعات الدول النامية أن المشكلة، ليست قائمة فقط في التخلف الصناعي والإداري، وإنما كذلك في نقص الإعداد الفكري و الفني و الأخلاقي و الذوقي الذي يكفل بناء المواطن الصالح الواعي الملتزم القادر على تحمل المسؤولية، وإسعاد نفسه ومجتمعه."9 وعليه، فثمة علاقة تكاملية بين التنمية و الثقافة ذلك "أن التنمية لا تقوم على مجرد الحصول على السلع والخدمات، وتحقيق الإنتاج الصناعي والتقدم وتطوير الزراعة و التجارة، ورفع المستوى المعيشي للناس، بل تعني إتاحة الفرص لرفع الوضع المعنوي للناس، و المساعدة على تأهيلهم ذاتيا لتحقيق حياة متكاملة مرضية ومريحة تحقق الالتزام والسعادة الإبداع، في وقت واحد، كل حسب طاقته ضمن مبد أ تكافؤ الفرص، ومن خلال اطمئنان الجميع إلى هويتهم وانتمائهم الثقافي وارتباطهم بالأسرة و الوطن"10 ومن هنا، يتولد عن تنمية الثقافة تقوية دور الثقافة في التنمية الشاملة، مع العلم أن الثقافة والتنمية تتحكم فيهما، ضوابط أخلاقية ،ومعايير دينية، وقيم ربانية تميزانها عن التصورات المادية الأخرى.
ج- ما هي العولمة؟
العولمة ثقافة كونية ضد الثقافات الأخرى الموجهة لنفس العناصر لدى الشعوب. إنها ثقافة تحمل في طياتها قيم مضادة للمثل الإنسانية العليا. بمعنى أنها تتضمن في أحشائها قيم الاستبداد والاستفراد. العولمة، إذن، تدافع عن نزعة التملك ضد ثقافات تحمل –ولو بدرجات مختلفة- قيم التعدد و التنوع و التعايش.
العولمة ظاهرة تاريخية كاسحة تعمق ثقافة التبعية بين المركز والمحيط، بين المنتج والمستهلك. يقول السيد ياسين: "ما زلنا في مرحلة فهم ظاهرة العولمة، واستكشاف القوانين الخفية التي تحكم مسيرتها والتي تسهم في الوقت الراهن في تشكيلها. هي في الحقيقة ظاهرة غير مكتملة الملامح والقسمات، بل إننا نستطيع أن نقول أن العولمة عملية مستمرة تكشف كل يوم عن وجه جديد من وجوهها المتعددة."11
أما جورج طرابيشي فيقول: "العولمة هي الظاهرة التاريخية لنهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد و العشرين، مثلما كانت القومية في الاقتصاد و السياسة وفي الثقافة هي الظاهرة التاريخية لنهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين."12
ويمكن توصيف العولمة بالليبرالية المتوحشة، خصوصا غداة ردود الفعل القوية، وموجة الغضب العارمة التي خلفتها ثقافة العولمة. فهي" تعميم الشيء وتوسيع دائرة تأثيره ونفوذه ليشمل العالم كله. ولكن هذا التعميم لا يتم بشكل تلقائي، بل عبر عمليات قسرية تضع الجميع في قالب واحد: فالمعنى المتضمن للعولمة هو القولبة، و الصفة المصدرية لقولبة أو عولمة تعود إلى الوزن الصرفي"فوعل" الذي يحمل معنى الإجبار و الإكراه. فالمسألة أبعد من أن تكون ظاهرة تاريخية فوق إرادة البشر لان المنادين بالعولمة يعلمون أن الواقع الإنساني واقع متعدد الثقافات، ومتنوع الهويات. ولذلك ربطوا العولمة بالسوق العالمية، وربط الثقافة بالسوق أي بالقدرة على ترويج ثقافة معينة. و بالتالي الفشل وعدم القدرة على المنافسة يؤدي بالضرورة إلى الانقراض. فالثقافة التي من حقها أن تبقى هي الثقافة القوية التي بإمكانها الاعتماد على تقنية عالية البقاء للأقوى ذلك هو معيار الاصطفاء."13
- النسق الثقافي بين الوحدة التعدد: 2
تتميز الثقافات الحية الناهضة الفاعلة بوجود انساق قوية تمنع الاختراق والانسلاخ عن الهوية، وتؤمن للفرد والمجتمع برمتها القدرة على الانفتاح والتفاعل على المعطيات الخارجية، وتسعى جاهدة إلى غربلة وتمحيص المحمولات الثقافية الوافدة، فتعمل على إلحاقها واستيعابها أو إلغائها وتنحيتها. بيد أن هذا الوضع الثقافي المتميز والمشرق لايكاد ينطبق تماما على سياقنا الثقافي الراهن، الموسوم بالوهن والتبعية، والارتهان لثقافة الآخر، وعدم القدرة على المقاومة. ولهذا، فثقافة" الشمال " هي رمز الإنتاج والتصدير والقوة، وثقافة "الجنوب" هي رمز الاستهلاك والاستيراد و الضعف بفعل أزمة الثقة الكامنة لدى المثقف العربي الإسلامي –ولو بدرجات متفاوتة- في منتوجه الثقافي الحضاري الأصيل-الذي بلور حضارة إسلامية في أزمنة معينة- وبحكم حجم الضغوط الممارسة على المجال الثقافي الإسلامي، الشيء الذي يعمق ثقافة التغريب، أو ثقافة الاستلاب، أو ثقافة الاستهلاك. وهذا يفرض على مكونات العالم الإسلامي، ذات الصلة بالشأن الثقافي إعادة الاعتبار للثقافة العربية الإسلامية الأصيلة من أجل تجذير الذات، وبناء جيل مسلم معتز، بدينه، بحضارته، وبتراثه، دون أن يعني هذا الدفاع عن ثقافة الانغلاق أو الانطواء، بقدر ما يعني بلورة صيغة توفيقية عقلانية بين مطالب التمسك بالجذور، بالأصول، بالهوية، ومقتضيات الانفتاح على روح العصر القائم على الاستفادة من منجزات الحداثة ،والتقنية، و التكنولوجية، و الإيمان بوحدة المصير الإنساني، رغم اختلاف سياقاته العرقية و الثقافية والدينية، ذلك أن التعارف فريضة شرعيةن و ضرورة واقعية جسدها الخطاب القرآني قال تعالى"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"14.ف"منذ أن سطعت شمس الإسلام ودعوته للحوار والتفاهم والتعارف ،معلنة للملأ موضحة للناس جميعا أن التعارف بينهم غاية من غايات وجودهم، وسببا من أسباب اجتماعهم وتألفهم (... ). ولعله من الصواب بمكان أن تكون هذه الآية الكريمة ،وبهذا البيان الإلهي، الشعار الإنساني العالمي الذي يجب أن تحتل مكان الصدارة في كل المحافل الدولية، وتعمل به هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من المؤسسات الإنسانية العالمية. "15
وعلى هذا الأساس، بجد ر بنا أن نميز بين مفهومين متغايرين: مفهوم العالمية ومفهوم العولمة، فالمفهوم الأول يفيد معنى الانفتاح والتعايش والتفاعل الايجابي بين الأنا والأخر، بينما المفهوم الثاني يتضمن معنى الاختراق الثقافي القائم على القوة المادية ،ويستهدف الإجهاز النهائي على الثقافة المضادة. "وعليه، فان مواجهة الاختراق لا تكون بالاعتماد على إستراتيجية الحصانة السلبية. وعلى أي حال، الانغلاق الثقافي أمر غير ممكن من الناحية العلمية، وإنما يتم بالتحصين الايجابي وذلك عن طريق البناء السليم للفرد، وذلك هو جوهر التحدي الثقافي الذي يجب أن نهتم به اهتماما بالغا."16
ومن ثم، فكلما توفرت لأية ثقافة قدرة ذاتية على الانفتاح و الحوار، تمكنت من المشاركة الفاعلة في عملية التثاقف الايجابي مع الثقافات الأخرى. ذلك أن" الهوية الثقافية كيان يصير، يتطور، وليس معطى جاهزا أو نهائيا. هي تصير وتتطورا ما في اتجاه الانكماشن وإما في اتجاه الانتشار، وهي تعنى بتجارب أهلها ومعاناتهم، وأيضا باحتكاكها سلبا وإيجابا مع الهويات الثقافية الأخرى الذي تدخل معها في تغاير من نوع ما."17
ورغم انطواء الثقافة على ذاتها –بشكل أو بأخر- فلا يمكن الحديث ،هنا والآن، على نحو ثقافي واحد، إذ"ليست هناك ثقافة عالمية واحدة، وليس من المحتمل أن توجد في يوم من الأيامن وإنما وجدت وتوجد وستوجد ثقافات متعددة ومتنوعة تعمل كل منها، بصورة تلقائية، أو بتدخل إرادي من أهلها للحفاظ على كيانها مقوماتها الخاصة."18
-أزمة خطاب أم أزمة تواصل؟3
من أهم خصوصيات المشهد الثقافي العربي الإسلامي الراهن تلك المفارقة أو الازدواجية الغريبة بين الخطاب و الممارسة، أو بين ما ينتجه المثقف من مفاهيم تصورات مدركات، وبين ما يبلوره من مواقف عملية على أرض الواقع، ذلك أن الخطاب"يتسم ،في كثير من الأحيان، بالمثالية، و بالأخلاق، و السمو. على حين أن السلوك الفعلي والتطبيقي يكون عكس ذلك. فهذه الازدواجية خطيرة جدا لأنها تحول فكرنا، في كثير من الأحيان، إلى مجرد مواعظ كلامية تقال فقط على سبيل إرضاء الناس في ظروف معينة على حين أن القائل وربما المستمع، في كثير من الأحيان، لا يأخذ ما يقال محمل الجد. يضاف إلى ذلك اعتقاد كل فريق من الفرق التي تمثل طريقة فكرية في عالمنا العربي بأنه يمتلك الحقيقة المطلقة، وبالتالي فان خصومه على باطل مطلق بصورة تامة وكاملة ولا مجال للتفاهم معه." 19
ولعله من الغريب أن يتداول مثقفونا –ولو بشكل متفاوت- مفاهيم مغلوطة ،ويجترون تصورات خاطئة منحرفة عن الرؤية الإسلامية الأصيلة من قبيل ادعاء تعارض الإسلام مع العقل والتحديث و التنوير، والحال ،أنه ليس هناك دين على ظهر الكوكب يجعل معرفة الله طريقها العقل سوى الإسلام، بل إن الإسلام يقدم العقل على النقل لاتقد يم تشريف بل تقديم ترتيب لأنك لن تفهم النقل الابا لعقل ،متجاهلين في الوقت ذاته أن الإسلام دين التنوير وأن الله عز وجل هو النور عينه"فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا"& وقوله تعالى:"قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين"= وقوله سبحانه:"الله نور السموات والأرض"*
-بين الايدولوجيا والمثقف:4
تمارس النخب المثقفة العربية الإسلامية –بمختلف اتجاهاتها ومواقعها- سلطة رمزية على شعوبها على مجتمعاتها من خلال الإسراف المفرط في استعمال الايدولوجيا، مما يولد تدجيينا منهجيا لبعض فئات المجتمع المدني العربي والإسلامي، ويكرس احتكار الشيخ(الأنا الثقافية المنتجة للخطاب) مختلف مستوى الرساميل الرمزية، ومن ثمة تبعية المريد (محور ممارسة ذلك الخطاب) لتلكم الأن،ا فيحول الطرف الثاني (المريد) إلى حقل تجارب للسلوكات الثقافية. والنتيجة، أجهضت تلك الأحلام الوردية، والشعارات البراقة التي رفعتها الكثير من التيارات الثقافية من قبيل: الحرية، العدالة، و الديمقراطية ففاقد الشيء لايعطيه ذلك أن تلك التيارات لم تمارس الديمقراطية الداخلية داخل تنظيماتها الحزبية وداخل برامجها، مما أفرز التطاحنات والاتهامات والاتهامات المضادة بين "الزعماء " الذين باعوا الوهم لشعوبهم، وسوقوا الكذب لمجتمعاتهم تحت مسميات صنعوها بأنفسهم أو بتأثير موجات ثقافية في مراحل تاريخية معينة ،مع العلم أن المفترض في هذه التيارات أو القوى التقدمية ذات" النزعة التاريخية الوطنية" أن تضطلع بمسؤولية انجاز مشروع النهضة الحضارية، غير أن شيئا من هذا لم يقع "فالمثقف الليبرالي لم بتمكن من الاندماج عضويا في مجتمعه، مما منعه من إنتاج وعي مجتمعي قادر على التغيير. أما الفكر القومي فقد عاش –كما فعل الفكر التقليدي- في ماض عقائدي لاعقلاني، مع أن الفكر القومي رفع، في أغلب الأحيان، شعار العلمانية إلا أنه وظف الدين الإسلامي من أجل كسب مشروعية لمشروعه .وبذلك سقطت العلمانية في التسويغ الديني عبر محاولتها علمنة الدين الإسلامي الذي هو ،في حد ذاته، نفيا للعلمانية. لذلك تحولت فكرة النهضة إلى فكرة تنموية تغاضت فيه عن مسائل التخلف والاستبداد والوعي: فالاشتراكية مثلا عملت في العالم الإسلامي على تبرير الاستبداد، وقمع الوعي باسم العدالة الاجتماعية، متجاهلة البعد الإنساني والاجتماعي و الديني للمجتمعات العربية. باختصار، كانت التنمية عملية مشوهة لم تتمكن من تحديث أسس المعاش الاجتماعي والسياسي، ولم تتمكن من خرق الوعي التقليدي السائد لأنها لم تبن على أساس معرفي حقيقي، بل على تهميش الوعي وتقليد الغرب. " 20
ومن التناقضات الصارخة المميزة لهذا المثقف ،علاوة على ما سبق، ممارسته غير المعلنة لفكر الوصاية رغم ادعائه القدرة على التغيير نافيا بذلك مقتضيات الحوار: فالمثقف يحاول فرض حقائقه الثابتة وهو يقول بالانتماء إلى العامة، وفي ذاته إحساس بالفوقية والتسامي. على العموم، فالمثقف منافس في ساحة السلطة من خلال محاولته التأثير على الاتجاهات العامة" وممارسة الوصاية الفكرية ليست حكرا على التيارات اليسارية و القومية والليبرالية فحسب، بل ان الظاهرة نفسها نجد ها تحضر، بشكل أو بآخر، داخل التيارات الإسلامية الغارقة في مستنقع التسلط ،و الإقصاء الممنهج، والاستبداد بالرأي، وادعاء احتكار أو امتلاك الحقيقة المطلقة بدعوى الارتكاز على شرعية دينية أو تاريخية. وهذا الإقصاء المتبادل الحاصل بين التنظيمات أو الجماعات الإسلامية، إنما يعكس الأزمة البنيوية التي تعتري المنظومة الفكرية الدعوية، سواء من حيث الأفكار، أو من حيث قيم العلاقة مع الطرف الآخر المسلم، التي من المفترض تأسيسها على قاعدة الأخوة الإيمانية و الرابطة الشرعية، خصوصا ونحن نعيش في ظرف تاريخي عصيب وشائك بنادي فيه البعض بحوار الحضارات و الثقافات و الأديان. 21
ويبدو أن أسباب هذا الوضع الاستثنائي أو الشاذ، إنما تعود إلى محددات موضوعية وأخرى ذاتية من قبيل: غياب أو ضعف حسن الإنصات إلى نبض الثقافة الكونية -ذات البعد الإنساني الايجابي- والإيمان بالشخصية الكاريزمية أو التاريخية القادرة لوحدها –ولوحدها فقط- على تجسيد التغيير الحضاري كما لو أنها تمتلك عصا موسى أو خاتم الحكمة مع النهوض الحضاري، إنما هو نتاج جهود جماعية وتكتلات جهوية وإقليمية ودولية تؤمن على قدم المساواة بحضور الأنا والآخر من غير تهميش والإقصاء. و الحصيلة إن هيمنة الإيديولوجية على الفكر العبي والإسلامي قد ساهم ،بوعي أو بغيروعي ، في إخفاق مشاريع التنمية في البلاد العربية الإسلامية، على اعتبار أن كل اتجاه إيديولوجي قد كيف الأحداث التاريخية على ضوء سيرورته التأويلية الخاصة متجاهلا خطورة هذا المنزلق اللامنهجي الاقصائي الذي يستبعد من أدبياته وبرامجه حسن تدبير ثقافة الاختلاف والمفضي إلى الوحدة والتنوع، في نفس الوقت، والمؤسس لشراكة ثقافية تكاملية . 22
- -تفعيل آلية الحوار5
تدبير الاختلاف يستلزم مراعاة المقاصد الشرعية، والإيمان العميق بأصول الحوار وأخلاقياته، ونبذ التعصب، واعتماد مبدأ الإقناع والاقتناع، والجدال بالتي هي أحسن. وهذه العناصر مجتمعة هي أسس فلسفة الحوار في الإسلام- باعتباره دينا يتأسس مدلوله اللغوي- على ثقافة السلم و السلام والأخوة الصادقة بعيدا عن العنف والإكراه والإجبار. أما آن لمثقفينا وعلمائنا أن يقرؤا بعيون، بل بقلوب مفتوحة، قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين."23 ؟
ومن أجل تجاوز عنف الخطاب وعنف الممارسات على حد سواء داخل المشهد الثقافي العربي والإسلامي، يتعين على النخبة المثقفة استلهام روح الإسلام ومقاصده من أجل فتح حوار داخلي صريح، جاد و مسؤول، بين مختلف أطياف التيارات الإسلامية قبل الحوار مع الغير. نعم نحن أصحاب رسالة عالميةأ ورسول صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين، والقرآن دستور قرآني سماوي مصحح للمغالطات التي طالت باقي الكتب المقدسة. ومع ذلك، فهذه القيم الربانية، والمعايير الدينية التي انفرد بها المسلمون لاتعفيهم، اليوم أكثر من إي وقت مضى، من مد جسور التواصل فيما بينهم ليكون الحوار حقيقة مادية ملموسة، لا شعارا فارغا أجوفا، والحوار الذاتي أو الداخلي هو المفضي إلى الحوار الخارجي مع الآخر، ذلك أن" المسلم الذي يجد نفسه عاجزا عن التواصل مع المسلم الآخر سيفشل ،حتما، في إجراء حوار مع الآخر غير المسلم، فالمسلم الذي يواجه أخاه بالعنف، ويدعي أنه في مكان يؤهله للتخطيء والتصويب، إنما هو يحجب حقيقة أخرى هي أنه يعيش حربا داخلية، حربا مع قناعاته فكلما ازدادت قسوة المتحاورين لفكره، فانه يختزن ذلك إلى حين تفجيره في الآخر الذي يتقاسم معه الحقيقة24.
ومعلوم أنه لما تعطل باب الاجتهاد فتح الباب على مصراعيه أمام التقليد في جل الميادين في العالم العربي والإسلامي، ف"مع مرور الزمن وتوالي القرون، لم يبق التقليد اختيارا إراديا ولا توجها يؤخذ عن وعي وإدراك، وإنما أضحى ثقافة يتلقاها الفرد من خلال قيم المجتمع، وثقافته الفكرية والسلوكية حيث امتزجت المذهبية بالدين . ويؤكد قوة هذه الثقافة أنها فرضت نفسها حتى على الفقهاء الذين يقلقهم تعدد المذاهب، ويؤرقهم تشتت المسلمين بين خلافاتها فلم يزيدوا على الدعوة إلى التقريب بينها."25.
إن النهل من المعرفة المنتجة –باعتبارها فريضة شرعية و ضرورة واقعية- وأهمية إعمال العقل في سلوكياتنا الثقافية والمعيشية هما الرافعتان الأساسيتان القادرتان –إضافة إلى ما سبق- على تطوير الثقافة الإسلامية، شرط ألا يخرج العقل حن حدوده ومجالاته، ذلك أن الثقافة الغربية قد أعلت من سلطة العقل إلى درجة التقديس (العقل \الالاه)، في حين أن النص القرآني قد أسس لمفهوم العقل المنضبط. قال تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت "وقال سبحانه:"وفي أنفسكم أفلا تبصرون" وقال تعالى:" ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم". من هذه الزاوية ،ف"الثقافة الإسلامية التي منبعها فكري ديني عقلي روحي –من أساسها الوحي و العقل- مدعوة أن تثبت وجودها في وجه هذا التيار المادي الذي اكتسح –فيما اكتسح- كثيرا من المجتمعات الإسلامية ،والثقافة المستقبلة إذا لم تواجه هذا التيار بنفس منطقها العقلاني ستنهزم أمامه وتنعزل في جزيرة منعزلة عن مسيرة العصر العلمية، وهي مدعوة إلى تكوين المثقفين الإسلاميين ليس في علوم القران والحديث ،كما رويناها عن المفسرين و المحدثين فحسب، ولكن تكوينا ثقافيا شاملا لمناحي المعرفة الإنسانية والعلمية والتقنية" فحتى لا يتحول المجتمع الثقافي الراهن إلى مجتمع مشارك في جلد أو تدمير الذات (المازوخية)، وتدمير الآخر(السادية) تارة، باسم الحضارة والتقدم، وتارة أخرى باسم العلم وسلطان العقل يتعين تحصين الثقافة بمنظومة من القيم الأخلاقية بعيدا عن سلطان المادة والتجريب26.
الهوامش
-1حسام الخطيب الثقافة وجدلية المستقبل مجلة نزوى مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان ع 49 يناير 2007م ذي الحجة 1427ه ص 247.
-2مالك بن نبي مشكلة الثقافة ترجمة عبد الصبور شاهين دار الفكر ط4 1406ه 1986م ص 13.
3 -نفسه ص 62- 63
4 -نفسه ص 73- 74 .
5- محمد عابد الجابري العولمة والهوية الثقافية عشر أطروحات مجلة المستقبل العربي ع 228 ط2 1998 ص 14.
6- برهان غليون اغتيال العقل محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية دار التنوير للطباعة والنشر ط2 1987م ص 335.
-7- حسام الخطيب الثقافة وجدلية المستقبل مجلة نزوى م س ص 248
-8-نفسه ص 247
9-نفسه ص 247 - 248 .
د طه عبد الرحمان روح الحداثة المركز الثقافي العربي بيروت ط1 2006م ص 15- 16 -10
السيد ياسين في مفهوم العولمة المستقبل العربي بيروت ع 228 فبراير 1998 ص 2 -11
جورج طرابيشي أصل العولمة وفصلها جريدة الحياة اللندنية ع 12449 الأحد30//03 1997/ -12
13-د محمد بن نصر التحدي الثقافي في القرن الحادي و العشرين ورقة عمل مجلة كلية الدعوة الإسلامية طرابلس ع 20 1371ه 2003م ص47 48
14-سورة الحجرات الاية13
15- محمد بن نصر التحدي الثقافي في القرن الحادي و العشرين ورقة عمل مجلة كلية الدعوة الإسلامية م س ص 7.
16-م س ص48
-17 محمد عابد الجابري العولمة والهوية الثقافية عشر أطروحات مجلة المستقبل العربي م س ص 15
-18 ص 15
19 أزمة العقل العربي مناظرات بين فؤاد زكريا ومجمد عمارة دار نهضة مصر ط1 2003م ص 12.
.&-سورة التغابن الآية 8
=سورة المائدة ة الاية15
سورة النور الآية 35*
نفسه ص 95-20
د أحمد الموصلي تجارب التنوير وإخفاقاتها في العالم العربي عالم الفكر الكويت مجلد 29 يناير مارس 2001م ع3 ص 131. 21-
د تركي حمد الحمد فكر الوصاية ووصاية الفكر عالم الفكر الكويت ع 3/ 4 يونيو 1998م ص 321. 22-
عبد الكريم غلاب في الثقافة الإسلامية و الآداب القرانيةو مطبعة النجاح الجديدة المغرب ط1 1992م ص 140. 23-
-24نفسه ص 50 .
نفسه ص 82 25-
-26-نفسه ص


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.