أكد وزير التجهيز والنقل السيد عزيز رباح، أمس الثلاثاء في مونريال، أن المغرب وضع استراتيجية وطنية في مجال الطيران المدني تمتد إلى غاية 2035 في إطار سياسة الأوراش الكبرى واسعة النطاق التي تنهجها المملكة. وأبرز السيد رباح، في كلمة تلتها نيابة عنه سفيرة المغرب في كندا السيدة نزهة الشقروني التي ترأست الوفد المغربي المشارك في أشغال الدورة ال38 للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي، أن هذه الاستراتيجية تتوخى إحداث قطب للموارد البشرية، خاصة قطب التكوين متعدد التخصصات الموجه لمهن الطيران المدني الذي يوفر تكوينا رفيع المستوى في مجال صناعة الطيران، بغية تلبية حاجيات المستثمرين في مجال النقل الجوي والطيران وضمان مستوى أفضل للأمن والسلامة الجويين. وأوضح أن هذه الاستراتيجية تروم أيضا تطوير البنيات التحتية الجوية عبر بناء وتوسيع العديد من المحطات النهائية التي تم تزويدها بتجهيزات جديدة لضمان أقصى درجة من السلامة والأمن الجويين وتجديد المطارات لتكون قادرة على استقبال طائرات من الجيل الجديد والاستجابة بالتالي للطلب المتنامي لعدد المسافرين، مبرزا أن المشاريع المقبلة لبناء وتجهيز المطارات سيتم إنجازها في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص. وأضاف أن المغرب ينكب أيضا على هيكلة الفضاء الجوي وتطبيق المعايير الجديدة والقواعد الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي الرامية للرفع من مستوى الأمن والسلامة الجويين. ومن جهة أخرى، أشار الوزير إلى أن هذه الاستراتيجية تتمحور حول سياسة التحرير والخوصصة التي تنهجها الحكومة في قطاع النقل الجوي، مما خول رفع الحواجز في مجال الملاحة الجوية، بفضل اتفاقيات السماء المفتوحة المبرمة مع عدة بلدان. وتابع أنه تم الشروع في تحيين القواعد والمعايير عبر إعداد مدونة شاملة تدمج جميع الجوانب المرتبطة بالطيران المدني، قائلا إن البرلمان سيصادق قريبا على هذا النص قبل دخوله حيز التنفيذ وفق التزامات المغرب في إطار الاتفاقيات الدولية التي انضم إليها. ولضمان تفعيل أمثل لهذا المخطط الاستراتيجي وتحقيق الأهداف المحددة، تم اعتماد العديد من الإجراءات المواكبة، خاصة الإصلاح المؤسساتي في مجال النقل الجوي وتوفير الظروف المثلى للنهوض بصناعة الطيران في المملكة وتشجيع الاستثمار في هذا المجال. ويضم الوفد المغربي المشارك في أشغال الدورة ال38 للجمعية العمومية للمنظمة مستشار وزير التجهيز والنقل في مجال الطيران عبد اللطيف لحبوبي، ومستشاره في الاتصال مصطفى بابا، ومدير النقل الجوي نبيل لكحل، ورئيس قسم السلامة الجوية طارق الطالبي، ورئيسة قسم تقنين الطيران الجوي سعيدة الغيرافي، إلى جانب ممثل المغرب داخل مجلس منظمة الطيران المدني الدولي عزيز بولمان. ويشارك أزيد من 1400 ممثل ل191 دولة عضوا في منظمات دولية هامة وهيئات كبرى صناعية في أشغال الاجتماع لمناقشة سلسلة من القضايا العالمية الحاسمة، قد يكون للعديد منها وقع على كيفية التدبير المشترك من قبل الدول والمستغلين لحركة النقل الجوي التي يرتقب أن تتضاعف بحلول 2030 . وستصادق الجمعية العمومية ال38 للمنظمة، التي تتواصل أشغالها إلى غاية 4 أكتوبر المقبل، على المخطط العالمي لسلامة الطيران في العالم والمخطط العالمي للملاحة الجوية بعد مراجعتهما، إلى جانب انتخاب الدول التي ستحصل على المقاعد ال36 في مجلس المنظمة إلى غاية 2016 .