عندما يجتمع الجهل مع المصالح الضيقة مع انعدام الحس ألمواطناتي وغياب المسؤولية فانتظر الخراب، هذا ما وقع فعلا يوم الجمعة 29 ابريل المنصرم حينما أقدمت المدعوة نجية أديب رئيسة جمعية "ما تقيش أولادي" وهي تضمر غايات دفينة، وبتنسيق مع بعض الأشخاص ، على اختطاف مستفيدين بالمركب الاجتماعي المتعدد الاختصاصات باب الخوخة بفاس ، واقتيادهما إلى أحد المقاهي بضواحي مدينة فاس، قصد تصوير شريط فيديو ونشره على موقع اليوتوب تحت عنوان "شهادة صادمة لأحد نزلاء الخيرية الإسلامية بفاس". الشريط تضمن تصريحات تسيء لسمعة المؤسسة والأطر العاملة بها والجمعية التي تشرف على تسييرها، من خلال الادعاء بممارسة التعنيف في حق المستفيدين وحرمانهم من بعض الحقوق وغيرها من الأقوال التي تم تلفيها بعناية ومكر وتم تحريض المعنيين على الإدلاء بها أمام الكاميرا تحت تأثير مغريات لا تقاوم منها مبالغ مالية دست في جيوبهما ووعود قدمت لهما بالبحث عن فرص شغل مناسبة. وليس صعبا على من شاهد الشريط الوقوف على تهافت تلك الادعاءات وتضارب أقوال المعنيين. الواقع أن البطل في هذا السيناريو ليس ذلك المستفيدين الذين يبدوان في الشريط بوجوه وقد بدت عليها ملامح الدروشة، ولا تلك السيدة التي تكبدت مشاق السفر قادمة من بلاد بعيدة لتبلو البلاء الحسن في معركتها الدونكيشوتية ضد " العنف والحرمان في الخيرية الإسلامية ". لقد عاد دور البطولة في هذه القصة كلها إلى ثلاثة أشخاص كانوا سابقا مستفيدين بالمؤسسة، وتم إبعادهم في إطار مقتضيات القانون، حين صار عمرهم يتراوح بين 27 و35 سنة، حرصا على السلامة الجسدية والنفسية للأطفال القاصرين المستفيدين بالمؤسسة. فكان رد فعلهم أن قاموا بتسخير كل مقدراتهم الفكرية والعضلية وما يتوفرون عليه من علاقات قصد الإساءة إلى المؤسسة التي احتضنتهم على مدى ثلاثة عقود وتشويه سمعتها ، بالدسائس حينا وبالدعاية الكاذبة أحيانا أخرى، وقد وصل بهم الأمر إلى الهجوم على شخص مدير المؤسسة داخل مكتبه. إن ما لا تدركه السيدة "المناضلة" نجية أديب، هو أنه إما قد زج بها في قضية ليست قضيتها، وإما أنها قررت بوعي منها الاصطفاف إلى جانب هؤلاء الأشخاص لغاية في نفسها، فوجدت أن أقرب السبل لتحقيق غاياتها هي استغلال الأطفال الذين تدعي الدفاع عن قضيتهم. ولنفترض أن السيدة صادقة في تبنيها لقضايا الطفولة، ألا يحق لنا أن نتساءل عما قدمته من خدمات في هذا المجال؟ ألم يكن أولى بها أن تستثمر كل جهودها لتبحث عن مأوى دافئ لطفل واحد من بين عشرات بل مئات من الأطفال يقضون ليالي الشتاء القارسة على أرصفة الشوارع بمختلف المدن المغربية؟، بدل التطاول على مؤسسة تعد من أعرق وأكبر مؤسسات الرعاية الاجتماعية على الصعيد الوطني، وتخرج منها على امتداد سنوات عطائها منذ التأسيس سنة 1935 العديد من الأطر والأعلام في ميادين مختلفة (الصحافة، القضاء، الرياضة، الإدارة.....) و خضعت في السنوات القليلة الماضية لإصلاحات جذرية وعميقة، فيما يخص البنية التحتية و العنصر البشري، أهلتها للحصول على رخصة التدبير وفق المعايير المنصوص عليها في القانون 05/14 المتعلق بفتح وتدبير مؤسسات الرعاية الاجتماعية ، و هي تشتغل بالتعاون والتنسيق مع مكونات المجتمع المدني في إطار ما يزيد على 20 اتفاقية شراكة وتعاون. http://www.youtube.com/watch?v=1_UufXxpytI