في آخر تطورات خيرية مكناس، بادرت الشرطة القضائية بمدينة مكناس إلى فتح تحقيق في الموضوع، بناء على الشكاية التي تقدمت بها جمعية «ما تقيش ولادي»، التي ترأسها نجية أديب، والتي طالبت الوكيل العام للملك باستئنافية مكناس بفتح تحقيق «قانوني ونزيه» في ممارسات لا أخلاقية ولا تربوية تعرض لها نزلاء مؤسسة الرعاية الاجتماعية بدار الأطفال ودار الفتاة بالعاصمة الإسماعيلية. وعلى إثر فتح التحقيق، استمعت الشرطة القضائية بمدينة مكناس إلى كل من سفيرة الطفولة العربية نجية أديب، ونزلاء الخيرية، خلال يومي الخميس والجمعة المنصرمين، في حين تم تقديم ثلاثة أشخاص أمام أنظار الوكيل العام الملك يوم السبت، على إثر ورود أسمائهم على لسان الضحايا. وحسب نجية أديب، رئيسة جمعية «ماتقيش ولادي»، التي نصبت نفسها طرفا مدنيا في الموضوع، فإن أسئلة الشرطة القضائية التي وجهت إليها تمحورت حول المعلومات التي تتوفر عليها بخصوص تعرض نزلاء الخيرية للشذوذ الجنسي، حيث صرحت أديب للشرطة بأنها تتوفر على شريط سمعي بصري يؤكد، بالصوت والصورة، تعرض هؤلاء الأطفال للاعتداء. وقالت نجية أديب في تصريح ل«المساء» إن «ما يتعرض له النزلاء أمر فظيع»، مشيرة إلى أن الشكاية التي سبق لبعض النزلاء أن تقدموا بها بخصوص الاعتداء الجنسي سبقت قرار طردهم من الخيرية بشهرين، على اعتبار أنهم تجاوزوا السن القانونية للاستفادة من الخدمات، والمحدّدة في الثامنة عشرة من العمر. وتابعت أديب قائلة إن «الخيرية ما تزال تضم نزلاء يفوق سنهم 18 سنة لأنهم يطيعون أموار أعضاء جمعية خيرية مكناس». إلى ذلك، تم إطلاق سراح الأشخاص، الذين قدموا أول أمس السبت أمام أنظار وكيل الملك من أجل تعميق البحث في الموضوع، والاستماع إلى أصحاب ثلاث فيلات بمدينة مكناس، كانت تحتضن السهرات والحفلات، التي يتعرض فيها الأطفال للاعتداء الجنسي من طرف مغاربة وأجانب. ويتعلق الأمر بزوج رئيسة الجمعية الخيرية، الذي جاء على لسان الأطفال بأنه كان يتكلف بتزيينهم ووضع الماكياج لهم، وبكاتبة رئيسة الجمعية وأحد الأشخاص الذي كان ينظم بمنزله مثل هذه الحفلات، في حين تغيبت رئيسة الجمعية، التي تم استدعاؤها، عن الحضور لوجودها بكندا. وكشفت أديب بأن أحد النزلاء الحاليين للخيرية يتذكر اليوم الأول الذي تعرض فيه للاعتداء، خلال حفل عيد ميلاد لإحدى أطر الخيرية، حيث قدم للضحية حبوب «القرقوبي»، حتى لا يشعر بالألم، لكن الطفل، الذي كان عمره آنذاك ثماني سنوات، تضيف أديب، حكى لها بأنه شعر بالألم نتيجة تعرضه لهتك العرض. يذكر بأن «المساء» كانت السباقة إلى تناول شهادات النزلاء، التي وثقتها جمعية «مَاتْقيش ولادي» بالصوت والصورة لشهاداتهم الصادمة التي أعادت رواية كارثة جنسية عرفتها المؤسسة المذكورة طيلة ال12 سنة الماضية.