«تزاوج بين الإعلام التقليدي والمال الجديد». بهذه العبارة عنونت صحيفة ال«غارديان» البريطانية أحد مقاليها اللذين أفردتهما أمس لبيع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إلى مؤسس موقع «أمازون» الملياردير الأميركي جيف بيزوس (الصورة). الإعلان عن العملية تم عبر مقال نشر أخيراً على موقع ال«واشنطن بوست» الإلكتروني، وشكّل صدمة للوسط الإعلامي في الولاياتالمتحدة وخارجها ولفريق عمل الصحيفة الذي لم يكن يعرف شيئاً عن الصفقة. صفقة تمت وسط أجواء التكتم والغموض، الأمر الذي فاجأ كثيرين مثل المعلّق الإعلامي جيم رومنسكو الذي قال ل«غارديان» إنّه «استغرب كيف لم يتسرّب الخبر في مبنى يعج بالمحققين الصحافيين». مقابل 250 مليون دولار أميركي، أنهت عائلة غراهام 80 عاماً من السيطرة على واحدة من من أعرق الصحف حول العالم، بعدما بادر المدير التنفيذي لشركة «واشنطن بوست كو» دونالد غراهام إلى التواصل مع 6 زبائن محتملين عبر شركة استثمار بسرية تامة قبل اختيار بيزوس. في تصريح إلى «واشنطن بوست»، قال غراهام إنّه كان بإمكان الصحيفة البقاء على قيد الحياة في ظل إدارة العائلة، ولكننا نريد لها أكثر من مجرّد البقاء». وبحسب الصحيفة نفسها، فمن المتوقع أن تتولّى إبنة أخت غراهام كاثرين وايماوث مهامها كناشرة ومديرة تنفيذية بعد البيع.رغم خبرته الواسعة في التجارة والأعمال، دخل بيزوس بصفقته الجديدة عالماً «مجهول المعالم» سيتطلّب منه الكثير من «التجريب». وفي محاولة لإراحة الخائفين من إنعكاس الملكية تغييراً في السياسة التحريرية، قال بيزوس «التعديلات لن تطال قيم ومبادئ الصحيفة. مسؤولية ال«واشنطن بوست» هي تجاه القرّاء وليس المالكين». وكان أستاذ الصحافة في «جامعة سيتي» في نيويورك جيف جارفيس قد صرّح ل«غارديان» أنّ «بيزوس لا يؤمن بالإنفتاح وهذا يقلقني»، ليستدرك قائلاً إنّه «رجل ذكي ولطيف ونجاحه باهر. قد تكون الصفقة جيّدة للجميع في نهاية المطاف». رحيل سلالة غراهام عن عالم الإعلام إثر معاناة مالية استمرت سبع سنوات متواصلة هو الأجدد بعد سلسلة من العمليات المشابهة كتلك التي طالت عائلة بانكفورت ببيع «وول ستريت جورنال» و«دو جونز» إلى روبرت موردوخ عام 2007، لتبقى أسرة سالزبرغ وحيدةً على رأس «نيويروك تايمز». تفتح هذه القضية الباب مجدداً على واقع ومستقبل الصحافة الورقية في بلاد «العم سام»، بعد أيّام قليلة على الإعلان عن بيع يومية «بوسطن غلوب» من قبل شركة «نيويورك تايمز كو» لصالح مالك فريق البايسبول الأميركي Red Sox جون هنري لقاء 70 مليون دولار.