أعلن بالكونغرس الأمريكي بحر الأسبوع الماضي عن تشكيل مجموعة برلمانية مناوئة للمغرب تحت اسم «تجمع الصحراء الغربية» في مجلس النواب تضم نوابا أمريكيين من الحزبين الديمقراطي الحاكم والجمهوري المعارض، بهدف الدفاع عن ما أسمته «حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير». واعتبر مصدر رسمي ل»التجديد»، أن هذه المجموعة البرلمانية في مجلس النواب الأمريكي لا تأثير لها على مستوى القرار الأمريكي لأنها ضمن عدد من المجموعات التي تشكلها لوبيات ضغط في أروقة الكونغرس. وأكد المصدر أن تشكيل تجمع برلماني داعم للأطروحة الانفصالية جاء كرد فعل عن الكسب الهام الذي حققه المغرب في 24 من الشهر الماضي أثناء مناقشة الميزانيات المرصودة للعمليات الخارجية الأمريكية، حيث تبنى مجلس النواب لأول مرة وثيقة رسمية قانونية في صالح المغرب، بعد أن قدم المساندون للمغرب مشروعا تضمن نقطتين وهي؛ أن المساعدات الأمريكية يمكن أن تنفق في الصحراء المغربية، وأن مجلس النواب يطلب من الإدارة الأمريكية تقديم خطواتها لحل نزاع الصحراء على أساس الحكم الذاتي وفي إطار السيادة المغربية، وكان مناصرو «البوليساريو» في اليوم ذاته قد تقدموا بطلب لتعديل المشروع لكن تم رفضه. رغم ذلك، اعتبر تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس في تصريح ل»التجديد»، أن اختراق الكونغرس الأمريكي من طرف الانفصاليين يدل على اجتهاد الدبلوماسية الجزائرية من أجل تغيير الأوضاع في أمريكا و فرنسا باعتبارهما دولتين دائمتي العضوية في مجلس الأمن، وقال المتحدث إن خطورة هذا الاختراق يكمن في كونه جاء بطريقة جديدة بخلاف ما حصل في البرلمان الأوروبي والجمعية الوطنية الفرنسية، حيث ضمن الانفصاليون حضور الحزب الحاكم والمعارض في المجموعة من أجل توريطهما معا. ودعا الحسيني إلى ضرورة أن تبادر لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان المغربي للدخول في نقاش مع نظرائها الأمريكيين، والبحث في آليات جماعات الضغط قصد القيام باقتراحات قوية.