نوه القس جيسي جاكسون، أحد الوجوه البارزة في الدفاع عن الحقوق المدنية للأمريكيين من أصل إفريقي، مساء أمس السبت في لقاء بالداخلة بما شهده المغرب من إصلاحات وما حققه من منجزات تنموية هامة. وقال القس جاكسون، خلال لقاء مع والي جهة وادي الذهب لكويرة عامل إقليم وادي الذهب السيد حميد شبار ومنتخبين وفعاليات محلية، إن المغرب بلد يمتاز بتاريخه العريق وديمقراطيته وانه "مرشح للعب أدوار طلائعية في المستقبل". وأعرب المناضل الأمريكي، الذي حل مساء أمس بالداخلة في زيارة استطلاعية ضمن الزيارة التي يقوم بها حاليا للمغرب، عن إعجابه بالتجربة الديمقراطية التي راكمتها المملكة، مشيرا إلى أهمية الاصلاحات التي حققها المغرب. وقال إن هناك دستورا جديدا وتقدما في مجال حقوق الانسان بالمغرب وتنمية ملحوظة، داعيا الى العمل على الترويج أكثر لهذه الانجازات بما يخدم صورة المغرب أكثر. وفي معرض حديثه عما يسمى بأحداث الربيع العربي والتغيرات التي واكبتها بالمنطقة أشار القس جيسي جاكسون الى ان المغاربة "تفاعلوا مع موجة التغيير في هذه البلدان بكل حكمة"، وأن "تجاوب المغرب مع مطلب التغيير الديمقراطي اتسم بمزيد من الديمقراطية وحقوق الانسان وهذا ما يميزه". وأوضح أن "المغرب، على عكس دول الربيع العربي التي اتسمت فيها الثورات بالعنف، اختار التغيير الديمقراطي الهادئ والسلمي بفضل حكمة جلالة الملك محمد السادس". وبعد أن ذكر بان بلاده تقيم علاقات ممتازة مع المغرب، الذي يعد أول بلد اعترف باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية، قال إن واشنطن "تشجع المغرب في مجال التنمية كشريك استراتيجي"، مذكرا بالكفاءات المغربية التي تتواجد بالولاياتالمتحدة والتي تشكل قيمة مضافة لترسيخ العلاقات بين البلدين والشعبين الأمريكي والمغربي. وفي معرض حديثه عن قضية الصحراء أشار القس جاكسون إلى أن لجوء المغرب إلى الاممالمتحدة لايجاد حل لهذه القضية "كان خطوة في الاتجاه الصحيح"، مضيفا أنه "بمجرد أن وضع المغرب مقترح الحكم الذاتي على طاولة الاممالمتحدة فقد خطا الخطوة الصائبة في اتجاه إيجاد حل لهذا المشكل". وقد قدم والي الجهة، خلال هذا اللقاء، عرضا تمحور حول تطورات قضية الصحراء والاصلاحات الكبرى التي عرفها المغرب وما شهدته الاقاليم الجنوبية بصفة عامة وجهة وادي الذهب لكويرة بصفة خاصة من تنمية متواصلة في عهد الوحدة. وذكر السيد شبار بجهود المغرب ورغبته الصادقة في إيجاد حل نهائي وتوافقي لمشكل الصحراء المفتعل ومبادرته الجريئة المتمثلة في مقترح الحكم الذاتي الذي لقي مساندة كبيرة من قبل المجتمع الدولي واعتبرته الأممالمتحدة حلا واقعيا وذا مصداقية لإنهاء هذا النزاع المفتعل. وأكد، ردا على تساؤلات القس الأمريكي، أن القارة الإفريقية لا تحتمل خلق كيانات جديدة بقدر ما تحتاج إلى الوحدة والتضامن ونهج طريق يؤدي إلى حفظ كرامة الانسان. ورحب المنتخبون بالزيارة الاستطلاعية التي يقوم بها القس جيسي جاكسون للداخلة في إطار زيارته للمغرب منوهين بالعلاقات المتميزة القائمة بين المغرب والولاياتالمتحدة. وجددوا التأكيد على اعتزازهم بمغربية الصحراء ودعم ساكنة الصحراء لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية لإيجاد حل نهائي لمشكل الصحراء الذي طال أمده. وفي هذا السياق قال رئيس مجلس جهة وادي الذهب لكويرة السيد المامي بوسيف إن العالم يتجه اليوم نحو التكتل والتعاون من أجل الرقي بالشعوب التي تطمح إلى العيش الكريم. وقال إن هناك من لا يزال يسبح ضد التيار، مشيرا إلى أن الجزائر تحتضن وتمول بمخيمات تندوف مجموعة من أبناء المنطقة ومن غير أبنائها في إطار مخطط تهدف من ورائه إلى إدامة مشكل الصحراء المفتعل. وأبرز أن الصحراويين المغاربة اختاروا الوحدة والاندماج، معربا عن الأمل في أن يجد مشكل الصحراء حلا نهائيا للانصراف إلى التنمية في المنطقة مبديا اعتزازه بما تحقق من منجزات هائلة بالجهة. ومن المنتظر أن يقوم القس جيسي جاكسون اليوم بالاطلاع على بعض مظاهر التنمية بالجهة من خلال زيارات ميدانية لعدد من المنجزات التنموية بعد أن قام مساء أمس بزيارة للمكتبة الوسائطية والمتحف الصحراوي الصغير حيث اطلع على بعض الجوانب الأساسية لثقافة المغرب الصحراوي وارثه الحضاري.