تم مساء أمس الخميس التعرف على هويات 67 قتيل من ضحايا حادث القطار الذي زاغ عن سكته أول أمس بسان جاك دي كومبوستيلا شمال غرب إسبانيا، فيما لا يزال 13 آخرين ينتظرون اختبارات الحمض النووي. وحسب التحقيقات فإن الحادث يعزى إلى السرعة المفرطة للقطار وقت دخوله إلى محطة سان جاك دي كومبوستيلا، إذ أكد سائق القطار، الذي يوجد في المستشفى تحت مراقبة الشرطة، أنه كان يسير بسرعة 190 كلم في الساعة في منطقة السرعة محددة فيها في 80 كلم في الساعة. وذكرت المحكمة العليا في غاليسيا أن الشرطة، وبأمر من القاضي المكلف بالتحقيق في هذه الكارثة، ستستمع اليوم الجمعة الى سائق القطار. ووفق صحيفة (إل باييس) فإن سائق القطار، الذي ينتظر أن يدلي بأقواله اليوم أمام الشرطة، اعترف في اتصال على الراديو قبيل الحادث، أنه كان يسير عند المنعرج الخطير، حيث وقعت الفاجعة، بسرعة 190 كلم في الساعة. وأظهرت صور التقطتها إحدى كاميرات المراقبة التابعة لشركة (رينفي)، وتناقلتها وسائل الإعلام عبر العالم، القطار وهو يقترب من المنعرج المذكور، بسرعة عالية قبل اصطدامه بالجدار الواقي، وتقع الفاجعة، التي استبعدت وزارة الداخلية الإسبانية، منذ الوهلة الأولى، فرضية الاعتداء أو الهجوم بشأنها. وكان العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس، الذي علق أنشطته الرسمية، قد قام بعد ظهر أمس الخميس رفقة عقيلته الملكة صوفيا بزيارة المصابين من ضحايا هذا الحادث المأساوي، والذين يوجد 35 منهم في حالة حرجة. وقبل ذلك، كان رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، قد أعلن حدادا وطنيا لثلاثة أيام، فيما قررت حكومة إقليم غاليسيا حدادا لسبعة أيام، وإلغاء جميع الاحتفالات التي كانت ستقام بمناسبة عيد القديس جاك، قديس الغاليسيين. وقد تم فتح تحقيقين، واحد قضائي والثاني إداري، لتحديد أسباب وقوع هذه المأساة السككية، التي أكد كاتب الدولة في النقل، رافائيل كاتالا، في تصريح أدلى به لإذاعة (كادينا سير) أنها ناجمة عن السرعة المفرطة. وحسب التقارير الأولى، فإنه يوجد بين ضحايا هذه الكارثة، وغالبيتهم إسبان كانوا عائدين من إجازاتهم أو لحضور مهرجان سان جاك دي كومبوستيلا، أجانب، من بينهم شابة مكسيكية وموظفة من جمهورية الدومينيكان. يشار إلى أن الحادث، الذي يعد من بين أسوأ الأحداث التي سجلت في تاريخ السكك الحديدية الإسبانية، وقع على الساعة الثامنة و42 دقيقة من مساء الاربعاء الفارط بالتوقيت المحلي على جزء من خط القطار الفائق السرعة في منعرج خطير على بعد أربعة كيلومترات من محطة سان جاك دي كومبوستيلا. ويعد هذا الحادث من أسوأ الحوادث التي سجلت على الإطلاق بإسبانيا منذ عام 1972 التي انحرف فيها قطار كان متوجها من اشبيلية إلى قادس جنوب البلاد عن سكته مخلفا 77 قتيلا، وقبلها في سنة 1944 خلف حادث اصطدام قطار متوجه من مدريد إلى غاليسيا بقاطرة المئات من القتلى.